ترى ماذا ستكون احتمالات المستقبل؟ سؤال يطوف في ذهني، بل وفي أذهان المواطنين جميعاً ويلح عليهم إلحاحاً، ذلك أن الحاضر مليء بالقلق والخوف والترقب، أما الخوف فمرجعه ما نحس به من عدم الارتياح نحو سير الكثير من السياسات والإخفاق في بعض الأمور التي تسيء إلى سمعتنا، هناك أيضاً الكثير من المشاكل والمتاعب التي يتم سقط وعسيراً، ومع ذلك لم ينعكس هذا على أساليب الحكم والإدارة بل ظل كل شيء على حاله دون أي تغيير أو تعديل أو محاولة للإصلاح.. ولا أريد الإفاضة في المشاكل والمتاعب التي نواجهها ولكن يكفي الإشارة إلى أن الانكماش أخذ يصيب الأعمال والمشروعات والحالة الاقتصادية المتردية وحالات الإفلاس تزداد والنشاط التجاري والصناعي يضمحل ويخبو وحجم النقود المتداولة في السوق تقل بشكل ظاهر بينما ظلت الأسعار في ارتفاعها ولم تخف معاناة الطبقات محدودة الدخل!.
هناك أيضاَ مشاكل التعليم وضعف السيطرة على الطلاب وانهيار العلاقة بينهم وبين المدرسين والمدراء وهذه الظاهرة ليست جديدة ولكنها قائمة منذ سنين طويلة وما نرجوه أن توفق وزارة التربية والتعليم في جهودها من أجل إعادة الانضباط إلى المدارس وإحكام قبضتها على سلوك الطلاب.
هناك المتاعب الاجتماعية و الاقتصادية والسياسية والإدارية الناشئة عن التغيير المستمر في القوانين والقرارات وعدم الالتزام بسياسات وبرامج مرسومة ومدروسة وتغلب السياسة المرتجلة في معظم الأحيان في السابق وتدخل النزوات والأغراض الشخصية إلى حد ما في تقرير العديد من المسائل بالإضافة إلى قضايا التضخم الوظيفي في الجهاز الإداري للدولة في كافة قطاعاته المختلفة، الإدارية والعسكرية والأمنية والدبلوماسية الخ..
أما الخوف فهو مرتبط بالإحساس بالقلق الذي سبق أن أشرت إليه، وما من قلق إلا ويصاحبه خوف، وخوفنا مصدره ترك الأمور على هذه الصورة مما يؤدي إلى مضاعفات لا تؤمن عواقبها ومن هنا يكمن أسوأ أنواع الخطر فإن التطرف لا خير فيه وكل محب لبلاده يرجو لها إلا تبلغ حد هذا التطرف أما الترقب فهو شعاع من الأمل لا يزال يضيئ في النفوس ويوحي إليها بالرجاء ان تتغلب النوايا والرغبات الخيرة، فتعصم البلاد من الاندفاع نحو احتمالات مظلمة، فيتم تغيير الأسلوب الذي تعالج به المسائل العامة ويصبح أقرب إلى روح العصر وتسير عجلة الإصلاح الشامل بحكمة وروية ودراسة وبذلك تتم الاستجابة التي لا بد منها بين الشعب وقادته لعلني لا أكون قد رسمت صورة غير مشرقة ولكن لا خير في إخفاء الحقائق والخير وكل الخير دق الناقوس لعله يوقظ النائمين، فإن صيحة في أو إنها إذا لقيت استجابة انقذت مجتمعنا من الكثير من الشرور والأخطار.
إن كل ما نرجوه أن نكون مدركين لمسؤولياتنا وتبعاتها وأن نمد أبصارنا إلى المستقبل ونتساءل:
ترى.. ماذا ستكون احتمالات الغد.. وماذا عن قرارات وتوصيات مؤتمر الحوار الوطني المرتقبة الذي نعمل ونأمل على أن تكون هذه الاحتمالات لخير بلادنا وعزتها؟ والله من وراء القصد..
أحمد عبدربه علوي
ماذا ستكون إحتمالات المستقبل؟! 1208