هل نتذكرجميعاً قبل الرحيل ماذا أعددنا للموت والعمر لحظات، ونطهر قلوبنا ونجنب أنفسنا ونترك الخطيئة وارتكابها ومن المؤسف أننا نعلم ما في قلوبنا من غل وحقد وكره ونبرر للآخرين بأننا على كثير من الصفاء والنقاء وأهم شيء أن يصدقنا الآخرون رغم علمنا بأن الله يعلم ما في قلوبنا ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، وكل ذلك من أجل تحقيق رغبات نجد وطهران ولو أستغفلنا الكثير والسيطرة على عقول الغلابى والمساكين لكن نخشى أن يأتينا يوماً غير موجود في قلوبنا من هو الموجود أسماً بالإسلام والدين ، ونحن عائشين في الفرقة والاختلاف والغرب يشاهد ويضحك علينا كيف أصبحنا نتاجر ببلدنا باسم العلمانية والدين.
ومع ذلك نقولها لأولئك الوحوش من البشر الذين يجتمعون في المقايل والأندية وفي داخل اليمن ومن هم في الخارج من القادة والوزراء والوكلاء والمحافظين والمدراء ومن كانوا أعضاء في مجلس النواب الشورى وهم يتكلمون عن الظلم والفساد ، نقول لهؤلاء الناس أين كان هذا الإحساس وأنتم في مواقعكم كنا لا نستطيع الوصول إليكم ، كنتم الفاسدين والظالمين لا بارك الله لكم فيما جمعتم من الأراضي والبيوت في صنعاء أوعدن يا من خنتم الوطن في عمر العطاء وتترحمون وتتباكون عليه في شيخوخاتكم ولو كبرتم وصليتم في الصفوف الأولى وقرأتم القرآن والبخاري ومسلم ومجلدات الشوكاني والأمير الصنعاني أو أرتعشتم وبكيتم عند العيدروس مكتوب على جباهكم الظالمون الفاسدون مهما تنصلتم ، لماذا نحن دائماً في اليمن لا نلتقي لأننا نخاف من المشاركة في بناء هذا الوطن وننكر أحقية الغير في المشاركة والحقيقة نحن الضعفاء من يمانع التغيير ويدين لنا الظالمون ببقائنا على ضعفنا ونحن ندين للظالمين على بقائهم على ظلمهم وهذه هي النتيجة ، أي البلدان يكثر فيها المجانين والعاطلين إنها اليمن وأي البلدان يكثر فيها المتنفذين والمشائخ مع المرافقين والمسلحين وأي البلدان يكثروا فيها خيانة أمانة المسؤولية ونهب المال العام وأي البلدان لا بد فيها من حماية لكل إنسان ، وأي البلدان يعرقل فيها المسؤول المشروعات حتى يحصل على العمولة وإلا المشروع معرض للإزالة ، وأي البلدان يكون فيها المسؤولون أدوات للتخريب والتدمير ، وأي البلدان تستطيع الأحزاب والجماعات تحويل برامجها إلى صراع مجتمعي ينتج عنه حقد وبغض وكره وقتل ونهب وتدمير ، وأي البلدان يكثر فيها إطلاق الرصاص العشوائي ويقتل فيها من الآمنين الكثير ، وأي البلدان يكون فيها القتلة والمجرمون خارج النظام والقانون ، وأي البلدان يكون فيها الضعيف والمسكين معرض للسطو والبطش من الظالمين والمجرمين ، أي البلدان لا تستطيع فيها الدولة إنصاف المساكين من الظالمين والفاسدين وقطاع الطرق والخاطفين ، أي البلدان تنفق فيها الدولة على التعليم والصحة والجيش والأمن والقضاء مليارات ومئات الملايين ولم نصل إلى ما وصل إليها الأخرين في الحبشة وجيبوتي والفلبين إنها اليمن برجالها المجرمين .
نحن بحاجة في اليمن إلى حماية الشرعية من حماة الشرعية ، كل المخالفات والتجاوزات والأخطاء ومن يتحايلون عن النظام والقانون هم من يعملون في أجهزة الدولة ، أشياء تنقصنا كثير عن غيرنا من الشعوب والبلدان بلد نبحث فيه عن الحماية كيف نحمي أنفسنا وممتلكاتنا وكيف أصبح مسيطر علينا من الرفاق والمتنفذين والمشائخ والمسلحين والمرافقين الحقيقة أمامنا والخطأ يعترض عندنا كل مقومات المواطنة ، تركنا دموع الفرح لتستوطن في عيوننا دموع الحزن على حالنا وحال بلدنا ، الفجر يتجدد كل يوم عندنا وظلم الفاسدين يجعل النهار أمامنا سرمدا ولا يوجد أمامنا سوى الخطاب هو التصريحات والتهديدات ولا ندري كيف سيأتي الخير من هؤلاء والشر في وجوههم وألسنتهم .
رجال نحسبهم من الأفذاذ ، لكننا سرعان ما نعرف عنهم بأنهم من أحفاد الشيطان ، ورجال متعلمون أعمارهم كبيرة محترفون في تفجير الحروب والأزمات , ولا نعرف بأن وجهتهم كانت فقط مصالحهم , وللأسف أننا نظل نخاطبهم وقد أصبحوا أثريا , والمصيبة أننا نعرفهم قبل العشر أو العشرين من السنين كانوا يركبون الشاصات والباصات وكانوا مستأجرين ولو حصرت اليوم أملاكهم تجدها مئات الملايين في الداخل والخارج ، من أين سوى النصب والنهب والاحتيال ومقاسمة الضعفاء والمساكين ، نحن غير مرتاحين على وضعنا هذا ! من يعطينا الإجابة ؟ هل ما زال الشعب في اليمن تحت وصاية الأشرار والفجار وعبدة الريال والدولار من يخرجنا مما نحن فيه سوى اختيارنا للرجال الأخيار الذين لا يهمهم جمع المال بالحرام ، هم مثلنا أولادهم مثل أولادنا لا يقبلون إلا بما جمع بالحلال همهم رضاء الرحمن ، لكن الزنادقة اليوم والعملاء هم من يتقدمون الصفوف عندنا ، لقد عرفنا اليوم من بيننا من هم المنافقين ودعاة الأباطيل .
بلد يشكوا من فيها من ديمومة الأخطاء ، تظل التسمية هي الهدف من المضمون نختلف ولا نتعاون فيما أتفقنا عليه ، ولا نعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه، ينبغي أن لا ننام طويلاً في اليمن لأن النهار يرحل عنا بعيداً ، طريقة التفكير عندنا خاطئة واللقاحات منتشرة كلها تأصل على بقاء الأوبئة وليس لها أدوية سوى الفتن المنتشرة ، الكلام عندنا كثير والفعل عندنا في اليمن قليل ، وحاسة السمع عندنا قوية لكنها موسمية ويفسدوها عندما يريدون منا ممارسة الديمقراطية ، يقولون العلماء أن النوم في الظلام فيه فائدة وليس في النهار كما أرادوه المجرمون من خلال التخزين بالقات والتمباك ليكون الشعب في حالة جنون ، هيجتمونا وقلتم لنا ثوروا على الظلم والطغيان والدحابشة من الشمال وأعمارنا لا تتجاوز العشرين وأنتم عائشين مع الظلم عشرات السنين وأعماركم ما بين الأربعين والثمانين ، وقد ذاق المر من قبلنا في عهدكم يا من أنتم في صنعاء أو القاهرة ولبنان ، قلتم لنا لا تنهض ولا تستقيم الأمة إلا بشبابها ، تقدموا أيها الشباب للمظاهرات وقطع الطرقات وحرقوا براميل القمامة والتائرات والعصيان وغلق المحلات أنتم الأبطال وأنتم الشجعان فجأة نلتفت خلفنا لنراكم كنتم في البداية ملاصقين لنا ونحن نزحف ونتقدم يا" خزأه" نسأل أين القادة والمفتيين قالوا من خلفنا انسحبوا ورحلوا من الأزقة واختبأوا خلف الجدران وتحت السلالم ولكنهم ما قصروا نشروا وزودوا وحرضوا ومحصلة المظاهرات الشباب قتلوا ، جرحوا فيهم عاهات وهم داخل الخيام والحارات للإسعافات والمغذيات وأولادكم يتابعون المشهد من بعيد ولكنهم يحضرون للميادين والساحات ولهم قصص وحكايات وفي المنصة أبطال للشتائم واللعان ونحن داخل الخيام نخطط للمسيرات والمظاهرات وأنتم داخل الفنادق وفي الشقق والمقرات وتحسبون المحصول بالريال أو الدولار ولا أحد من الكبار في المعارضة أو النظام جلس معنا في الشوارع والخيام يتلمس همومنا والعيال ، لكن رجال الدين الذين انهالوا علينا بالفتاوى على كل المذاهب واختلقوا لنا مسميات للمجتهدين ورسخوا في عقولنا بأننا ورثة وأحفاد صلاح الدين وهم وأولادهم في البدرومات والكهوف يقولون لبعضهم هذه فتن حذر منها علماء الدين وتفرق الأمة إلى فرق وجماعات ، ولو يعلم الصحابة والتابعين ومن اجتهدوا للدين كيف حال المعممين المتكلمين باسم الدين وهم مع الأحزاب مفتيين ومؤيدين ولم يرضوا بأن يكونوا للمجتمع مصلحين وللحق موجهين بل للصراع مصرحين ومحرضين ، نقول للقادة الحيتان والصقور والنمور والأفاعي في اليمن وفي مصر ولبنان الذين أمنوا مستقبلهم ومستقبل أولادهم بالعمارات والأرصدة والسيارات ، خافوا الله ونحن ندور والله العظيم حق الفطور والغداء حبة خبز وحبة زبادي وبعد الظهر شويه طل وشوية تمباك وشوية سوطي ويضحكون علينا ويقولون لنا أنتم شباب المستقبل وعند توزيع الوظائف والهبات ينسونا ويقولون لنا صبراً لا تحزنوا خلوها لمن يفهم ، والذي يفهم يكون أقل بكثير مننا لا يفهم وهذا حالنا ، لكن من يفهم وفجأة يأتي من كان في مجلس النواب والوزراء والشورى ومن كان قائد أو محافظ أو مدير ساكت له سنين يقول أنا مناضل وثوري وأشبه لبوزه وعبد المغني.. الثوار والمناضلون لم يهربوا أو يختفوا بل في مقدمة الصفوف قتلوا كان همهم سعادة الضعفاء والمساكين ، لذلك كانوا لأجلهم شهداء واليوم عتابنا على من هم وزراء أو مدراء لا هم لهم سوى البحث عن المناصب ولا يهمهم حالة من هم شهداء أو معاقين أو جرحى على من نركن على رجال الدين والساسة والأدباء والمثقفين المتحزبين كيف سيكون الخير والتغير منهم وهم هم هذا حالهم على مر السنين ،ماذا فعلوا والمجانين في الشوارع والعاطلين في الجولات والشباب مخزنين وبعضهم محببين ولا أحد يخرجهم مما هم فيه من شقاء وعذاب وحسرة وندم وهم يرون أن المخالفين في الشوارع والأقسام والنيابات والمحاكم والوزارات والمنافذ الجمركية وأصحاب القضايا هم من أولاد المسؤولين وأولاد المتحزبين والمشائخ والمتنفذين حالنا في اليمن لم يتغير سوى أن المساكين على حالهم مساكين والضعفاء على حالهم ضعفاء معرضين للمصائب والأحزان ، حقوقهم مهدورة وأرضهم منهوبة وكرامتهم مستباحة لا تغيير في اليمن وما زال الظالمين هم الظالمين والفاسدين هم الفاسدين يلاحقون الضعفاء والمساكين من عام 60 إلى عام 90م كان الحزب الواحد من يحكم البلاد ولا يستهدف سوى إهانة الضعفاء والمساكين سحل وقتل ونهب والتأميم ومن هم في الجنوب يعرفون كيف كان حالهم في عهد حكم الرفيق وفي الشمال شيخ يحكم وينهب ويتحدا الدولة ، وعندما تعددت الأحزاب اليسارية والدينية والقومية في عام 90م وحتى يومنا هذا وهي تستغفل الضعفاء والغلابى وتضحك على المساكين , وما زالت عندنا في اليمن البيئة هي البيئة والعاطلين هم العاطلين والعملاء هم العملاء والمتنفذين هم المتنفذين يزدادون سنين بعد سنين والفرقة ما بين المجتمع تتوسع والمزايا في الدولة للمتنفذين والساسة والمسؤولين والرشوة هي الرشوة تتأصل على الضعفاء والمساكين والوجاهة والمحسوبية من نصيب المجرمين والظالمين والحقد والفتن تنتشر على مرأى ومسمع من رجال الدين ، أسألكم بالله هذا حالنا في اليمن قائم إذاً كيف سيكون التغيير والمعادلة ما زالت باقية على ظلم الظالمين للضعفاء والمساكين.
إذاً لا بد من التغيير لكل الظالمين والفاسدين.. و يا رب كن لليمن معيناً..
محمد أمين الكامل
لقد زاغت الأبصار في اليمن ولا نرى سوى الرجال الأشرار 1483