دشنت قيادة وزارة التربية والتعليم الحملة الوطنية للعودة إلى المدرسة للعام الثالث على التوالي، بالتعاون مع منظمات دولية وإقليمية تُعنى بالجانب التعليمي والتربوي؛ إذ تعد منظمة (اليونيسيف) الداعم الفعلي والحقيقي للحملة الوطنية للعودة إلى المدرسة للعام الدراسي20013-2014م، وسط زخم تعاوني مع مختلف المؤسسات الحكومية، والشركات الأهلية والخاصة ليرتفع الهم الوطني، والاهتمام بالتعليم ليصل أعلى ذروته، تحقيقاً للشراكة المجتمعية بين القطاعات الحكومية والأهلية والخاصة.
ولفت نظري وانتباهي معاً، ونحن نرتب ونعد للحملة الوطنية إلى المدرسة هذا العام, الاستجابة الواسعة، والاهتمام المفرط، والتفاعل الجاد والمسئول والمستمر, مع مكاتبة أ.د/ عبدالرزاق يحيى الأشول لبعض الجهات الحكومية، والشركات الأهلية والخاصة، التي وعت الدرس، وأدركت أن التعاون مع قيادة وزارة التربية والتعليم منطلق حقيقي، ومنعطف حيوي، لتقديم البراهين والأدلة الدامغة على استعداد قطاعات مختلفة للعناية والاهتمام بالتعليم اهتماماً واعياً..
وأنا بدوري أنتهز الفرصة، ومن خلال هذا المنبر الحر الشامخ لأعبر عن شكري وتقديري لجميع الجهات الحكومية، والمؤسسات والشركات الأهلية والخاصة، التي تعاملت مع دعم الحملة من منظور وطني، ولد الرغبة الجامحة في التعبير السلس وبحجم التفاعل الإيجابي والخلاق الذي سيثمر ثماراً يانعة صوب البناء والإعمار الوطني الشامل متعدد المجالات والميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والتربوية في طريق تشمير السواعد، والارتقاء بمخرجات التعليم..
ذلك كان ما يهم الترتيب للحملة وتدشينها والتفاعل الإيجابي منقطع النظير من الجهات الحكومية والمؤسسات والشركات الأهلية والخاصة، وتبقى أن نهمس في آذان أولياء الأمور آباء وأمهات بأن يتقوا الله في فلذات أكبادهم، ويسارعوا إلى تحصينهم بالعلم من خلال دفعهم إلى الالتحاق بالمدارس في مختلف المراحل الأساسية والثانوية، من أجل إعداد جيل رباني قوي مدرك لمسؤولياته، مضطلع بمهامه في معظم الميادين والمجالات الحياتية الهامة، وعلى مختلف الصعد، مستم بالعلم والعقيدة والأخلاق الفاضلة.. وثمة بعض أولياء الأمور، ممن ينظرون للكسب المادي السريع، بدلاً من أن يدفع بأبنائه وبناته إلى الالتحاق بالتعليم، يسعى إلى زج فلذات كبده في المتاجرة الرخيصة، كأن يقحم ولده في تحمل أعباء الحياة، ومساعدة ولي الأمر في الإنفاق على الأسرة، من خلال المشاركة والإسهام بالحقل في الريف، أو الجلوس في المتجر أو الورشة في بعض المدن، ظناً من ولي الأمر أن هذا المنحى هو الأفضل من أجل التنشئة السوية في تحمل المسؤوليات والأعباء من وقت مبكر..
ونتيجة لبعض الأعراف والتقاليد المجتمعية الراكدة يقدم بعض أولياء الأمور على منع فلذات أكبادهم من البنات من الالتحاق بالمدارس نظراً لما تأصل في عقلياتهم وأذهانهم الصدئة، أن تعليم الفتاة أمر فيه نظر، وأن البقاء في البيت، ومساعدة الأم في أعمال المنزل هي الوظيفة المقدسة للفتاة.. إذ نناشد هذه الشريحة بضرورة إلحاق البنات بالمدارس في الريف والحضر, كون طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، وطلب العلم من المهد إلى اللحد, لكي يتحرر المجتمع من الخرافة والأوهام.
والمدارس اليوم, وبفضل الله عز وجل, منتشرة في الريف والحضر، والسهل والوادي، والدولة بصدد إنشاء المزيد كي تستوعب العدد المتعاظم للطلاب والطالبات, إلا أن ثمة من يحاول أن يفتعل أزمة من خلال إحالة المدرسة إلى جامعة تقبل الطلاب الجدد مثلاً في الثانوية بعد نجاحهم من الصف التاسع الأساسي, بنسب معينة، والبعض من مدراء المدارس يمتنع عن قبول بعض الطلاب متعذراً بالكثافة الطلابية في الفصل الواحد، وهذا ليس بعملٍ وطني على الإطلاق.
والعام الدراسي الجديد 2013/2014م يدخل أسبوعه الثالث، ونحن بصدد حملة ترغيبية في العودة إلى المدرسة، إلا أن مدارسنا وعلى وجه الخصوص في الأمانة لم تستوعب التآكل السريع لأسابيع العام الدراسي، فبعض صفوف المرحلة الأساسية أو معظمها لم تستلم الكتب المدرسية إلى الآن، وهو ما يشكل عائقاً أمام الطالب في الاستذكار، وأمام المعلم في العطاء الإيجابي, وكان من المفترض أن لا يبدأ العام الدراسي الجديد إلا وقد توفرت الكتب, فضلاً عن أن هناك مدارس تفرض مبالغ مالية على كل طالب جراء نقلها للكتب.
عصام المطري
فلنلحق أبنائنا وبناتنا بالمدارس 1236