يتبادر للذهن ومن ما يدعو إلى الحيرة والدهشة أن البعض لم يؤمنوا ولم يستوعبوا ولم يعترفوا لحد الآن بثورة التغيير.. أو حتى الاعتراف بالتغيير كمرحلة هامة لما فيه مصلحة للوطن والمواطن, وكنقطة هامة للتحول نحو الأفضل.. ونتفق على إزاحة الفاسدين والفاشلين في إدارة البلاد .أيا كانت توجهاتهم وانتماءاتهم.. فما أن يذكر أو ينشر خبر إزاحة فاسد أو تغيير مسؤول أو تطبيق نظام, نشاهد أولئك البعض يتنكرون ويتنصلون ويتهربون من الحقيقة, ويختلقون الأعذار والحجج والتبريرات وبث الدعايات الكاذبة وإقناع الآخرين بأن مثل هذه القرارات تستهدف فئة بحد ذاتها ومحاولة استقصاء والاستحواذ على الحكم.. فيقابل ذلك القرار أو التغيير بتعنت وإقلاق للسكينة العامة وقطع الطريق ونشر الفوضى ومحاولة إفشال مهمات السلطات التنفيذية والقضائية في المحافظات, فلا يهم هؤلاء وطناً ولا يعنيهم مصلحة مواطن.
فأقول لهؤلاء: لماذا تدافعون عن فاسدين, ولماذا تسطرون الحجج والأعذار لمثل هؤلاء الفاشلين, إن لم نقل فاسدين أو فاشلين على الأقل؟.. فإلى متى سنظل ننخر في السفينة, وإلى متى سنظل نتستر على الباطل ونؤيده, بل وننشده أحياناً؟... ولماذا نشجب الفساد وننزعج عند إزاحته, هل أصابنا الإدمان أم العوز والخرف؟..
فإلى هنا يكفي تذمر وتعنت ومعاندة ومحاصصة, فلنجعل من هذه المرحلة وخاصة ونحن في نهاية مؤتمر الحوار الوطني ومقدمون على أعياد وطنية وثورية أن نجعل من هذه المحاور نقطة تحول وتطلع نحو الوطن ونتحمل مسؤولياتنا الدينية والأخلاقية والوطنية, فنوحد أفكارنا وطاقاتنا وأقلامنا وصفحاتنا نحو التكافل والتعاون والإخاء ونبذ النعرات العرقية والحزبية والطائفية والقبلية والمناطقة, ونتجه نحو بناء اليمن الجديد كلا في مجال عمله, نتحمل مسؤولياتنا كأفراد وجماعات وأحزاب, فلا نضيع أوقاتنا في القيل والقال في صفحات الفيس أو في المجالس, نفتش عن عيوب الآخرين.. فالدين والأخلاق والوطن لا اختلاف حولهما إطلاقاً, فمهما كانت وجهات الاختلاف في الآراء والمتغيرات الثانوية أو حتى السياسية, فالوطن محتاج لكل فرد ومحتاج لكل شخص ومحتاج لكل حزب ومحتاج لكل الطوائف ومحتاج لكل الشرائح ومحتاج للصغير والكبير, المواطن والمسؤول, والمتعلم والعالم, وكل رجل وكل امرأة.. فالجميع معنيون في بناء الوطن والجميع مسؤولون عن خراب الوطن, فالجميع محمولون على سفينة اليمن, فإن نجت هذه السفينة عاش الجميع وإن غرقت غرق الجميع.. فاتقوا الله أيها السياسيون واتقوا الله أيها الإعلاميون واتقوا الله أيها الفاسدون والمتاجرون والعابثون بقدرات الوطن.. فاتقوا الله يا من بعتم أوطانكم بالحجج وبحجة فقدان المصالح.. والله المستعان.
د.فيصل الإدريسي
المجتمع اليمني.. والشعور بالمسؤولية!! 1370