مشكلة مؤتمر الحوار، أن من تم اختيارهم قبل مجيئهم إلى قاعة موفنبيك، قد حدد كل عضو أهدافه مسبقاً، ليس ليتحدث عن هموم الشعب، ولكن عن هموم من ساعدوا على تواجده في ذلك المسرح.. في 18مارس كانت انطلاقة مؤتمر الحوار الكثير للجدل، ومع أن الطبخات كانت موجودة منذ الإعداد لهذا العرس الكبير، حيث تم تقزيم جهات بينما تم اتساع الحضن لجهات أخرى، أخذت أكبر من حجمها، ومع ذلك حاول الجميع أن يجبر نفسه على التفاؤل، كون فرصة الحوار أعظم فرصة للخروج من مأزق الفوضى والخلافات.
ومن المؤسف أن تغيب قضايا محورية ومهمة وتحضر قضايا فرعية، باسم مصلحة الشعب، للأسف لم نعد ندري في هذا الوطن من الشعب الذي يقصدون بالعمل من أجله!, وما هي القضايا التي أخذت الحيز الأكبر في المؤتمر والتي من أجلها خرجنا وبقينا في الساحات وقتل البعض وجرح آخرون، وأمطرنا بالرصاص ومياه المجاري..
في اعتقادي أننا لم نخرج لنطالب بتحديد سن للزواج ولم نخرج نشتكي من زواج الصغيرات، ولم نطالب بفدرالية ومن ثم استفتاء يعقبه انفصال، وكذلك لم نخرج نشتكي من الشريعة الإسلامية ومن ظلمها وندعو إلى عزلها أو جعلها مصدراً رئيساً، أيضاً لم يسقط الشهداء وهم يطالبون بجعل الدين دين الشعب وليس دين الدولة..
لا يرميني أحدكم بنيران الشبهة والافتراء, فقط بإمكانكم البحث ومن خلال متابعتكم لحلقات مؤتمر الحوار أن تقيموا كم الوقت الذي أخذ لمناقشة هذه القضايا, وكم الوقت الذي ناقشوا فيه القضايا الأساسية.. هل سمعتم عن مصطلح التعليم وفساد جامعاتنا ومدارسنا وسوء صياغة مناهجنا التي تعقد الطالب أكثر مما تشجعه؟، هل سمع الجميع عن مشكلة وجود مليوني طفل خارج نطاق التعليم الأساسي, وستة ملايين من السكان الراشدين لا يملكون مهارات الكتابة, وأن نسبة الأمية تتجاوز 62% للعام 2012م؟.. هل يعلم من يتحاورون أن الشعب يريد من ينقذه من الفقر الذي يولد الجهل والمرض، وما اجتمعت هذه الثلاثة في شعب إلا بدأ يفقد ثقته بالدولة ومن ثم يموت الحس الوطني عنده؟.
قضية أخرى لم نسمع بها كثيراً, مع أنها من سبب انتفاضتنا, إنها قضية الجوع والفقر.. كم أخذت هذه القضايا في المؤتمر؟, فنسبة الفقر في اليمن تصل إلى 54.5% والبطالة بين أوساط الشباب 60% , وكذلك المشاكل الصحية أكثر من 35 الف حالة مصاب بفيروس الإيدز, هذه تعتبر كارثة!.. لا ندري هل وضعوا في جدولهم أن كل يوم يموت من أبناء هذا الوطن الكثير لسوء الرعاية الصحية؟.. كم الذين يموتون بالفشل الكلوي والسرطان.. أعظم مشكلة تؤرقنا هي الكهرباء وهي المرض المزمن, فلم نسمع أي واحد تطرق لها.. هل أعطوا هذه القضايا الوقت الكافي من حوارهم؟.. لقد قرأت تقرير فريق التنمية المستدامة, وفيه ذكروا بعض القضايا على جناح السرعة, وأغلب ما ركزوا في البيانات هو تكرار جملة ضرورة حرية الفكر والمعتقد أكثر من مرة... لم نعد ندري هل يناقشون قضايانا أم قضايا السفارات الراعية للمبادرة الخليجية؟.. لقد قتلوا الثقة بين المواطن وبين الحكومة، إذ أنه لا يشعر أن هناك من يكترث لهمومه، وأن القضايا الأساسية تكون في مؤخرة السلم.
مصطفى حسان
تحديد سن الزواج أبرز مخرجات الحوار الوطني!! 1318