الجريمة الشنعاء التي أقدم على ارتكابها ابن اليهودية عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع الأرعن تعد بكل المقاييس السياسية فضيحة لقادة الانقلاب العسكري والجيش المصري الإرهابي الملطخ بدماء الثوار الذي لم يتمكن من الصبر على نعيم الإخوان المسلمين المتمثل بتجسيد (الحرية) على أرض الواقع الملموس سلوك وممارسة فترة حكم الرئيس د/ محمد مرسي حفظه الله ـ الذي لم يثأر لنفسه ولم يقفل قناة أو يمنع صحيفة من الصدور حين تعالت الأصوات الشاذة إلى سلخ شخصية الرئيس والتحريض على الأمن والتعايش السلمي الآمن وشتم الرئيس في القنوات والصحف ومعظم وزراء الحكومة..
نعم لم يتمكن الإنقلابيون والجيش الفاشل النازي الإرهابي من الصبر على نعيم الإخوان مدة عام, بينما صبر الإخوان المسلمين والقوى الإسلامية المعتدلة على ظلم الرئيس المصري إبان حكم الرئيس المخلوع العميل / حسني مبارك طيلة ثلاثين عاماً وأجبروا خلالها على توديع حياة الأمن والتعايش السلمي الأمن من بقاء ما كان يقدم به أمن الدولة من التضييق عليهم في الحياة العامة.. في الوظائف الحكومية العامة وفي الجامعات وفي المساجد والشوارع ومداهمة المنازل ليلاً واقتحامها وانتشال وانتزاع رب الأسرة أو أي فرد من أفراد أسرته وضربه ثم ضربه وتعذيبه في السجن, فمن لم تكن له بداية محترمة لم تكن له نهاية مشرقة, فصنوف المآسي والمعاناة التي فرضها حكم مبارك على الإخوان المسلمين قادهم إلى نهاية مشرقة, فخلال ثلاثين عاماً من الحصار والتنكيل والتعذيب يصل الإخوان المسلمين إلى رأس هرم السلطة فهم أصحاب الشعبية (أي الإخوان في مصر) والشعب المصري يثق بهم فضلاً عن حصولهم على أغلبية عظمى في البرلمان المصري..
بيد أن الانقلابيين المدنيين مع الانقلابيين العسكريين فاشلون ليس لهم قواعد ولا أنصار ولا شعبية, فاختار أقصر الطرق للوصول إلى السلطة عبر الجريمة الشنعاء التي أقدموا عليها على ارتكابها بعزل أول رئيس مصري شرعي منتخب من قبل الشعب في انتخابات عادلة في أجواء الحرية والنزاهة في الاقتراع السري والتي قال فيها الشعب المصري كلمة الحق وسط ضخ الدولارات وتوزيع الجنيهات لشراء الذمم من قبل القوى السياسية المتأزمة والمناوئة والمناهضة للإخوان المسلمين حصب الثورة ووقودها.
وتحيتي (بالمناسبة) للجيش المصري في السادس من أكتوبر من كل عام بذكرى انتصار الأمة العربية والإسلامية على عدوها المتمثل في الكيان الصهيوني عن طريق الجيش المصري السابق المؤهل آنذاك الذي تمكن (وعبر التفاوض السياسي) من استعادة سيطرته على سيناء, إذ ما كان ليحدث ذلك لولا إرادة الله عز وجل ثم قوة وجاهزية الجيش المصري السابق الذي كسر شوكة المحتل الصهيوني في المعركة, وكان رقماً عصياً لم يتمكن حيش بني صهيون من مجابهته والقضاء عليه, وهذا اليوم (السادس من أكتوبر) يوم فخر واعتزاز للأمة العربية والإسلامية جمعاء في مختلف الأقطار وشتى الأوطان في العالم العربي والإسلامي.
وإيماناً من قوى التحالف لدعم الشرعية الرئاسية والدستورية في مصر الكنانة أعلن التحالف في وقت مبكر في الأيام الماضية عن رغبته في الاحتفاء والاحتفال بهذه المناسبة الوطنية والقومية ودعا إلى تعاظم حشوده لإسقاط المؤامرة والانقلاب العسكري الغاشم على السلطة الشرعية..
بيد أن الجيش المصري اليوم الذي كان رائداً في الانقلاب العسكري حذر من الحشد والمشاركة وعربد وتوعد.. فالجيش المصري السابق القوي الوطني قد ألجم الكيان الصهيوني وأصابه في مقتل وانتصر عليها انتصاراً حاسماً وفاصلاً كان له عظيم الأثر في تقوية المفاوض المصري إلى أن تكلل ذلك النصر بعودة صحراء سيناء إلى السيادة الوطنية المصرية.. بيد أن الجيش المصري الآن قيادته خائنة دفعته لأن يستعرض عضلاته بحد سكين مذابح الجيش المصري فلقد استحال الجيش المصري من جيش وطني يحمي الحدود ويحافظ على السيادة الوطنية والقومية إلى جيش عميل وخائن كان له شرف الإسهام الفعلي في وأد أعظم تجربة حضارية ديمقراطية في حياة مصر فضلاً عن ذلك ذبح أبناء الوطن المصري في رابعة العدوية وميدان النهضة ومختلف الميادين والساحات في عموم محافظات الجمهورية المصرية..
فالجيش المصري لم يترك السياسة للسياسيين, إنما ظل طلية ستين عاماً يتدخل في الحياة السياسية المصرية, فلا يوجد وزير أو رئيس مجلس إدارة إلا والجيش المصري من وراء تعيينه وتفاوت نسب التدخل من حقبة زمنية إلى أخرى فقرار تصفية السادات كان قراراً عسكرياً من داخل المؤسسة العسكرية التي تواطأت في حادثة تصفيته واغتياله وقيادته الحالية كانت من وراء عزل الرئيس مرسي وكان هو اليوم أداة لاستئصال شأن المصريين.
وأعتقد اليوم أن ثمة سلوكاً يقظ على الجيش المصري أن يمارسه إذا كان أراد أن يكون امتداداً للجيش المصري السابق جيش الانتصار.. ( وإن كان يتدخل في الشؤون السياسية) من خلال التكفير عن أخطائه بإعلانه الوقوف بحزم وقوة في صف الشعب المصري الذي عزز وجوده بانتخاب رئيس نزيه وقامة وطنية وهامة قومية وإسلامية وهو الرئيس المنتخب د/ محمد مرسي حفظه الله وأبقاه..
نعم على الجيش أن يعتذر للشعب المصري إذا أراد أن يحيي ذكرى الانتصار بطريقة عملية وهي خلع وعزل قيادته الخائنة الحالية والتحرر منها واختيار قيادة لا تخلق للجيش المصري عداء مع شعبه ووطنه وعقيدته, فالجيش المصري اليوم أمس عالة على الشعب والدولة كيف لا وهو الذي يملك الأراضي المصرية غير المملوكة الموجب قانون عام 1954م.. علماً أن الجيش المصري هو ثاني جيش في العالم يتحصل على هبات ومساعدات مالية سنوية ثابتة, فإذا كان الجيش المصري منتجاً ويساهم في الحياة التنموية فلماذا يا ترى يمد يده للأعداء (أوروبا الغربية) فإذا كان محظوراً على القوى تقاضي مساعدات ومنح وهبات مالية خارجية في بعض الأقطار والأمصار العربية والإسلامية فمن باب أولى كان ولا بد وأن يحظر على الحيش المصري أخذ أية مبالغ بشكل مساعدات وهبات ومنح, لأن من يعطيه من السهل أن يشتري ولائه..
فالشعب المصري بمختلف طلائعه وقواه السياسية والوطنية الشريفة من المؤكد أنه سيسقط الانقلاب العسكري في تحالف دعم الشرعية في مصر له مقدرة فائقة في الحشد يومياً, فضلاً على أن الشعب المصري استوعب الدرس وأعداد المتظاهرين يتعاظم يوماً بعد يوم ما يدعم نقل أعدادهم بالملايين فلنقل بمئات الآلاف فالدماء التي سالت والأرواح التي أزهقت لن يكون مؤشراً على الاستقرار أو مدعاة للكف عن الحشد وخروج الشعب المصري بمختلف فئاته العمرية يقودهم وشباب مصر الحرة والأبية.. فلقد أضحى الرئيس المصري المنتخب د/ محمد مرسي حفظه الله ورعاه زعيماً للثورة, العربية والإسلامية الواحدة في دول الربيع العربي بل تعدى الأب الروحي لاستمرار الثورة العربية والإسلامية التي ستحد من طمع الحالمين في العودة ولمن اشتاقوا كثيراً لكرسي الرئاسة فالعودة (عودة المخلوعين) إلى سدة الحكم بأشكال وصور عديدة للعودة ليس بالأمر السهل وهو من إرادة الشعوب ومادام أنه لا يحبذ إرادة الشعوب فإن الشعوب التي رحلتهم في العديد من الدول الأقطار والأمصار العربية والإسلامية تمتلك القوة الخارجية لمنعهم من العودة والبقاء وستفشل كافة خططهم, فقد مضى زمن الخوف وانبرى زمن الحق والشجاعة.
عصام المطري
الانقلاب العسكري مشكلة لا حل 1433