يطول الحديث عن ما يدور وما يحدث في الضالع من إخفاقات في الشأن السياسي والأمني والخدمي, بالرغم من الاجتماعات المتوالية والمستمرة للمجلس المحلي الذي يجتمع كثيراً لكن النتائج مخزية دائماً لم تحقق ما يصبوا إليه المواطن, قد يكون ذلك عجزا أو سوء إدارة أو تغاضٍ, فالفوضى استفحلت والفساد أضحى الأمر المسكوت عنه ومدراء المكاتب البعض منهم توحش إلى درجة لا تستطيع السلطة المحلية تغييره, وأضحت مكاتبهم أشبه بمحميات عائلية لهم حتى إن المحلي أقدم ذات مرة على التغيير وحصل ما حصل من تحويلها إلى ثكنات مسلحة وإطلاق نار..
قد لا تكون هذه الظاهرة في الضالع فحسب. بل في محافظات أخرى.. هكذا يحصل التحدي لقرارات السلطة المحلية, مما يجبرها على التراجع بفعل الواقع والتجذر يبقى والفساد تدور عجلته إلى الأمام بفعل الصمت المحلي والسياسي الذي تعد الأحزاب والقوى السياسية ومكونات أخرى جزءاً من المشكلة..
الخدمات هي الأخرى متوقفة والتذرع بالحالة الأمنية, مع أن مواطنين يطالبون بتلك الخدمات وبسط سلطة الدولة, في الوقت الذي ترجع الأمور إلى غير مكانها في مبررات الجانب الأمني في كل المناحي ولم يعثر على عمل لمواجهة مارثون الفاسدين..
نرى الخدمات متوقفة والشوارع يرثى لوضعها الضمير, كما عبر عن أسفه وصدمته مدير إدارة فرع الصندوق الاجتماعي للتنمية بعدن أثناء وصوله عندما شاهد طفو المجاري ومدخل المدينة الغير أزفلتي, وبالرغم من طرح ذلك لكن يبقى الصمت والعجز والعقم من كل القوى في السلطة المحلية حليف هؤلاء الماكثين المتجذرين على كراسيهم حتى في المديريات التي لا حراك سياسي فيها ولا صراع.
أعتقد أن الكادر الذي يمتلك الخبرة والإرادة والقدرة على التعامل تفقده الضالع, بدليل أن منظمات نفذت مشاريع خدمية ولم يتم اعتراضها, لأنها تعرف تتصرف وتتعامل مع المواطنين وإقناعهم بالطرق المناسبة.. لكن السياسيين هم باعتقاد الكثير من يلعبون بالضالع دائماً ويحركون المياه الراكدة وكل له أجندة يستخدمها وذرائع متى ما دعت الحاجة, والمواطنون يشكون غياب الخدمات ولم تحل مشاكلهم وعذابهم اليومي مستمر.
الذي جعلني أشعر أن بعض مدراء العموم حولوا مكاتبهم إلى إمبراطوريات وجمهوريات أخرى هم مدراء مكاتب رفضوا ذات يوم التغيير وكأنها ملك خاص بهم.. هل هؤلاء يمثل صورة الضالع التي كانت ذات يوم هي المرجع الثقافي والمدني والتوعوي؟.. مثل هؤلاء يخدشون صورة الضالع وهناك من سعى لتشويه صورة الضالع, مع إنها مستقرة والصورة القاتمة يجب أن تتغير مركزياً ومن يساعد على بقاء الوضع قوى تستفيد للتصعيد الإعلامي.
والمشكلة أن الضالع تديرها وجوه لم تتبدل ولم تتغير بعد, مستغلين الظرف القائم ويجلدون أبنائها بشكل يومي, والأدهى من ذلك أنه وبالرغم من بروز قرارات من محافظها علي قاسم طالب الذي كتب له ذات يوم أن يكون محافظاً لها في أصعب الظروف اشتعالاً وتم التعامل معهم بالترويض والمرونة باعتقادي وتعتبر أحسن حالاً من المحافظات الأخرى, إلا أن قرارته لم تلق النور قد يكون ذلك بفعل الساسة الذين يخدشون الصورة لاستغلالها وتتحول إلى صراع ويقفون في طريق القرارات أكثر من مرة.. وهناك أيضاً من يلعبون من وراء المحافظ في العديد من القضايا التي يتركها لهم ويفخخون المشهد حوله دون أن يدرك ذلك, وهم من المحيطين به ويتعاملون معه بتغيير الصورة الحقيقية بتزيينها ويغيرون المشهد الحقيقي.
هناك مشاكل عدة لم تتمكن السلطة المحلية من الحد منها.. مارثون الفساد الذي يتمدد وكذا الغياب الأمني وغياب الخدمات الأساسية, هذه الذي تجلد ظهر المواطن والمواطن يصيح ولم يجد من ينقذه وينتشله مما يجري.
صالح المنصوب
الضالع محافظة العقم السياسي والغياب الخدمي 1483