من المبادئ والأخلاق والسلوك التي أمرنا بها ديننا الإسلامي الحنيف أن نحافظ على المصداقية والوفاء بالعهود والعقود وتحريم الغش والخداع والغلو والتطفيف بالمكيال والميزان وعدم الإضرار بمصالح الناس وبمصالح الشعب والوطن, وحرم الدعوة للاقتتال ونهى عن التشرذم والضعف.. كما أوجب علينا نحن المسلمون أن نتحد ونعتصم بحبل الله ونتعاون على البر والتقوى ولا نتعاون على الإثم والعدوان..
فمن هذا المنطلق يتطلب على كل من يحاول أن يبتاع ويشتري ويتحزب ويتولى أمور الناس أن يستشعر عظمة المسؤولية والأمانة التي تحملها وعدم الالتفاف وتطفيف الكيل بحقوق الشعب والوطن.. فكان ينبغي على القوى المشاركة في الحوار الوطني أن تنحني تقديساً للوطن وتسجد عند مطالب الشعب الذي يتطلع إلى التغيير نحو الأفضل, والحفاظ على الثوابت الوطنية والوحدوية والثورية الخالدة, وعدم الانجرار وراء المخططات والمقترحات والضغوطات الخارجية والداخلية التي تهدف إلى تقسيم اليمن بطريقه الأقاليم الغير متداخلة, وهذه خطوة معادية ومؤكدة تشير إلى تمزيق اليمن وعدم الحفاظ عن وحدة اليمن, كما زعموا ويزعمون رواد المبادرات, وبطريقة غير مباشره مؤقتاً ريثما تتحقق الأهداف المنشودة التي سعت لها بعض الدول منذ وقت مبكر والتي تسعى اليوم إلى دعم المكونات الموالية وطرح مقترحات لتقسيم الأقاليم حسب ما يخدم مشاريعها ومصالحها, متجاهلة هذه القوى وهذه الدول المتثقلة علينا بحسناتها تلك المصالح والعوامل والروابط المشتركة اجتماعياً وجغرافياً واقتصادياً وغيرها, التي تربط المناطق والمحافظات اليمنية ببعضها.. فمثل هذه المقترحات يا أهل اليمن ويا فرق الحوار ويا قيادة الدول, لا شك أن مثل هذه المقترحات سوف تلغي معالم اليمن الواحد وبشكل سريع.. وبذلك سوف تزيد نزعات العنصرية والمناطقية بين الأقاليم الغير اندماجية, وتعاد للشعب الحروب الأهلية وخاصة الحدودية بين الشمال والجنوب مقدمة على طبق من ذهب, وهذا ما كان يخشى منه منذ البداية, فالتنازل عن الأقاليم الاندماجية تعتبر خيانة عظمى للوطن وللشعب وللتاريخ وللثورات اليمنية سبتمبر وأكتوبر وفبراير..
فلا تنقضوا العهد من بعد ميثاقه يا من تؤيدون هذه المطالب, ولا تخونوا أماناتكم, ولا تتوهمون يا من فقدتم مصالحكم ويا من تنفذون أجندة الأعداء أنكم بمساندتكم لمثل هذه المقترحات التي تتجه نحو تقسيم اليمن بالسيوف اليمانية, أنكم فالحون وصائبون.. كلا, الشعب والوطن أهم من الكراسي المجهولة والمناصب المقهورة والنوايا المدسوسة, فالتغيير والحوار والتوافق وعزيمة القادة وشجاعتهم وإخلاصهم لربهم ولوطنهم ولشعبهم هم في النهاية من سيرجحون الكفة, وتنتصر اليمن وينتصر الشعب.. وتندحر تلك الإملاءات والضغوطات المحلية والخارجية.. والله المستعان.
د.فيصل الإدريسي
ويلٌ للمطففين.. 1170