بعض الناس ممن يتولون المناصب القيادية يبدأون بالسعي إلى أقصى منفعة ممكنة لهم وفوق ذلك يقسو الواحد منهم على الموقع الذي وصل فيه إلى المنصب, فيتفرغ لتوظيف الأقرباء وتجديد أثاث مكتبه ويغير طراز السيارة المخصصة له ويأتي بموظفين إضافيين وغير ذلك.. وبعض آخر من الناس يصيبه اعتقاد عندما يلي المنصب الكير بأنه الوحيد الذي خلفه الله للمنصب وان أياً ممن سبقوه مل يكن في المستوى المناسب، وأن أياً من سيخلفونه لن يكون في المستوى المطلوب..وتسيير العمل عند هذا البعض وذاك لا يكون إلا بالأوامر والتعليمات والتوجيهات، وكل من النوعين ولا ينظر إلى الوطن ولا إلى الموقع الذي احتل فيه منصبه نظرة موضوعية ولا إيجابية, فالبعض الأول يعتبر المنصب سفينة، غارقة عليه أن يأخذ منها ما يستطيع قبل أن يبتلعها الماء وهذا البعض أعتبر الموقع الذي مشغل فيه المنصب منتهياً حتى قبل أن يلي منصبه، والبعض الثاني ينظر إلى الهيئة أو الشركة أو الوزارة التي أحتل فيها منصبه نظرة تخلو أيضاً من الموضوعية والإيجابية فهو يراها سفينة غارقة لن تنجو إلا به وحده، وهو نوع تخلو في عينيه الديكتاتورية العمياء ولو كانت الهيئة أو الشركة أو الوزارة سفينة غارقة فعلاً فأنها بأسلوبه ستغرق اليوم أن كان مقدراً لها الغرق غداً..
وهؤلاء وأولئك عليهم أن يدركوا أننا لسنا سفينة غارقة ولن نكون حتى وأن تسرب إليها بعض الماء.
أحمد عبدربه علوي
ليست سفينة غارقة 1201