;
عصام المطري
عصام المطري

إدارة التنمية.. أم تنمية الإدارة؟! 1233

2013-10-19 13:13:54


 تلعب الإدارة ـ على اختلاف أشكالها وتعدد أنواعها ـ دوراً بارزاً وهاماً في حياة الأمم والشعوب فإليها يعزى سر التقدم أو الانحطاط، وهي ثغرة الحياة السعيدة، ورجاء المستقبل المشرق الوضاء. كما أن الإدارة لغز وحلها الإنسان العاقل الواعي المؤهل إذ لا إدارة بدون إنسان فكلما كان الإنسان على مقدار كاف من الإعداد والتأهيل.. كانت الإدارة محاطة بأسباب الرقي والتحديث، فلا حديث عن الإدارة بعيداً عن الإنسان خصب الإدارة ومفتاحها الأوحد، وإطارها العام والجامع. ولما كانت الإدارة الشاملة.. السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية والتربوية والأمنية والزراعية والإعلامية والرياضية.. إلخ. في مسيس الحاجة إلى الإنسان، ولا غنى لهما عنه، كان لزاماً على الدول ـ التي تعد في مصاف الدول المتقدمة ـ الاهتمام بالإنسان كطريق للاهتمام بها. وتأسيساً على ما سبق لا نستطيع الحديث عن تحديث الإدارة وتطويرها دون الحديث عن تحديث الإنسان وتطويره، فبناء الإنسان بناءً شاملاً هو بناءً شاملاً للإدارة، فالإنسان والإدارة وجهان لعملة واحدة، وهما طرفا المعادلة التنموية في مجال بناء وإعداد وتأهيل الإدارة الشاملة. ليبقى الحديث عن (إدارة التنمية) ـ في ظل جهل الإنسان وتخلفه ـ ضرباً من الجنون بل هو الجنون ذاته، إذ لن يتمكن الإنسان في هذه الأجواء من إدارة التنمية، وسيلحق العار بالإدارة، وسيذهب المفكرون والمختصون إلى دراسة الأمر وسوف تتوالى النظريات الإدارية وستبقى حبراً على ورق. ونقصد بجهل الإنسان وتخلفه، إنكفاءه على ذاته، وتبلده أخلاقياً وتربوياً وثقافياً والتزاماً بنصوص الشريعة وموجباتها أي يعيش في جهل وتخلف عام على الرغم من حصوله على أعلى الشهادات العلمية، فهو يعيش دون وازع ديني يردعه، يكون له زاداً في طريق التنمية. إن تخلف الواقع العربي والإسلامي في مختلف مجالات وميادين الحياة يعود إلى جهل الإنسان العربي وتخلفه الذي حكم على الإدارة الشاملة بالانحطاط والتخلف، كونه لا يمتلك مقومات الإدارة الناجحة والحديثة المتطورة في مختلف مجالات وميادين الحياة العامة وعلى شتى الصعد. إن غياب التخطيط السليم للنهوض بمختلف مجالات وميادين الحياة في الواقع العربي والإسلامي يعود إلى غياب الإدارة الناجحة، القادرة على التخطيط الذي يعني غياباً للإنسان الصالح المصلح عن إدارة الإدارة الشاملة السياسية والاجتماعية والتربوية.. إلخ. فغياب الإنسان الصالح المصلح من الحقل الإداري هو امتداداً لغياب الإدارة الناجحة التي من المفترض أن تنهض بمختلف مجالات الحياة في الواقع العربي والإسلامي، وهذا مراعاة إلى مراجعة الحسابات وسبر الأغوار للخروج بمعالجات حقيقية وجوهرية وواعية. إن تخلف الواقع العربي والإسلامي في كافة مجالات الحياة يعود ـ كما أسلفنا ـ إلى أزمة الإدارة الشاملة والتي عنيناها بغياب الإدارة الناجحة، فلا إدارة للتنمية في هذه الأثناء وإنما هي تنمية الإدارة كطريق أمثل للتنمية العربية والإسلامية الشاملة السياسية والاقتصادية والتعليمية والتربوية.. إلخ فالمدخل إلى التنمية العربية والإسلامية الشاملة هو ـ وبلا ريب ـ التنمية المثلى للإدارة الذي يحصر في تنمية الإنسان، كون الإدارة هي عبارة عن إنسان يديرها والإنسان هو الوجه والشق الحقيقي للإدارة الشاملة.. السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية.. إلخ. فتنمية الإنسان أو التنمية البشرية مقدمة وحلقة من حلقات (تنمية الإدارة) التي يُسند إليها جميع مهام النهوض بالوطن العربي والإسلامي الكبير في مختلف المجالات وشتى الميادين، لذلك يجب أن نركز المناهج والمقررات الدراسية على تنمية وبناء الإنسان تنمية راشدة. إذ يجب تنمية الإنسان الفرد على سلوك الصدق والأمانة والإخلاص والإيثار والجود والكرم والكرم والشجاعة والتعاون للنهوض به أخلاقياً على أن تكون الأخلاق والسلوك الحميد من المسلمات في تقويم الطالب في المدرسة والجامعة كون الأزمة أزمة أخلاقية بكل المقاييس. ثم يجرى في المدارس والجامعات تنمية الإنسان الفرد على الصبر والكفاح والنضال وتقديس الجماعة ومحاربة شتى السلوكيات المناهضة للأخلاق والقيم والمبادئ الإسلامية كمحاربة واستهجان السرقة والكذب والتدليس ومقت الرشوة، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق. ويأتي في ما بعد تنمية الإنسان الفرد من خلال رفع مستواه المهاري كتدريبه على حُسن القيادة ونقد الذات والموضوعية والتفكير العلمي السليم لحل المشكلات وتزويده بما يحتاج في نفسه في المواقف الإنسانية. ومن ثم ينبغي تنمية الإنسان الفرد على أصول ووسائل الإدارة الناجحة الشاملة لتصبح تنمية الإنسان وجهاً آخر لتنمية الإدارة الشاملة، بحيث نحصل على مدير واعٍ لا يكذب ولا يدلس ولا يرتشي وبهذا ستنهض الإدارة وسوف يكون بهذا النهوض ظلاً حقيقياً وهو النهوض بكافة مجالات الحياة في الواقع العربي والإسلامي الكبير مما يعني تخطي أزمة المجتمعات الإسلامية والعربية، وتحقيق غايات الأمة في الوحدة ولم الشمل..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

ياسمين الربيع

2024-12-25 22:01:31

رهانُ الحزم..

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد