لا يخفى على الجميع ماتمر به المنطقة العربية عموماً واليمنية خصوصا من تداعيات ومنعطفات خطيره تحتاج من الجميع تظافر الجهود ومراجعة الحسابات والعودة إلى الله والإخلاص لله وللوطن, فلا عذر لأحد أمام الله وأمام الوطن وأمام الأجيال القادمة وليعلم الجميع وخاصة رواد التحزب والجماعات والتكتلات وعامة الشعب, أن الوطن في هذه المرحلة بالذات وفي هذه الظرف, يحتاج من الجميع الوقوف وبصوت واحد وبقلب واحد وبإخلاص من كل الأطراف وإظهار محاسن النوايا والحسنات التي قدمها كل طرف من سابق لعلها تكون سببا في نجاتنا في هذه المرحلة, كما يجب علينا جميعا أن نغير من نبرات أصواتنا ومن إعلامنا ومن خطاباتنا, فسفينة الوطن اليوم تحملنا جميعا بدون استثناء. فيا من تحاول أن تنجو بنفسك على حساب الآخرين, فأنت وأهم, ويامن تريد أن تخرق في السفينة فأنت مجنون وفاقد للصواب, ويامن تريد أن ترجع السفينة إلى الخلف فأنت معتوه.. فالسفينة وسط العمق فوق الأمواج المتلاطمة, وعجلة التغيير قد دارت, فالوقت ليس وقت التعالي, وإبراز العضلات وليس وقت الاحتفال بهزيمة الآخر, وليس وقت الانتقام والابتزاز وليس وقت الاحتكار والإقصاء وليس وقت تعكير الصف وإقلاق السكينة والاعتداء على المصلحة العامة والخاصة وليس وقت التشرط والمقايضة والتشدق بالوصية على الآخرين, فالوضع أولا يحتاج إلى أن ننجو جميعا والوضع يتطلب أن نصل جميعنا إلى بر الأمان والوضع يتطلب أن نكون جميعنا على قلب رجل واحد حتى تقبل دعوتنا وتلبى مطالبنا ومن ثم يمكننا أن نتبادل الأفكار والاختلافات وان نتنافس في الأمور التي تخدم أحزابنا ووطننا.. نعم.. إخواني الكرام, نحن على بعد خطوه من الانتهاء من مؤتمر الحوار الوطني من هذا المنطلق ينبغي أن نحسن الظن بالآخرين ونجعل هذه الأيام منطلقا للتوبة ومنطلقا لحب الوطن والحفاظ عليه وأن ندرك أننا في مأزق واحد ونعاني من جرح واحد, فكلنا ثوريون وكلنا لقاء مشترك وكلنا مؤتمريون وكلنا حوثيون وكلنا حراكيون وكلنا شباب وقبائل وأحزاب ومنظمات, وكلنا مع الوطن وكلنا سند للحكومة وكلنا سند للقيادة, وكلنا يمنيون وكلنا شماليون وكلنا جنوبيون, فاليمن واحد والشعب واحد والعلم واحد, فهيا إخواني يدا بيد نحو التصالح والتسامح والتصحيح وبناء اليمن الجديد .. والله المستعان
د.فيصل الإدريسي
على مسؤوليتي..(1—3) 1281