بات من الضروري جداً أن تتجه وزارة الداخلية الى تعميم وتطبيق التأهيل لعناصر الأمن والشرطة المدنية في كل الإدارات الأمنية وأقسام الشرطة في كل المحافظات والمديريات على أن يتم تأهيل الأفراد في مختلف أقسام الشرطة على أسس مهنية تتناسب مع ضوابط وسلوكيات الأمن المدني التي يجب أن يرتقي إلى مستوى المهنية الأمنية وإلى العمل بمسؤولية تامة.. وذلك من خلال التأهيل والتدريب والدعم اللامحدود لأفراد الأمن حتى يستطيعون أن يقوموا بواجباتهم على أكمل وجه لما فيه خدمة للشعب وللوطن من خلال التعاون مع المواطن في التوجيه والإرشاد والضبط والإنصاف, فمن هذا المنطلق يجب أن يكون عنصر الأمن ذات كفاءه عالية وسامية وكنز يحوي المهارات الموكلة له وعليه, حتى يستطيع التميز وتحقيق نجاح له وللمجتمع. كما يجب على الجهات المعنية أن تجعل من الشرطي أو عنصر الأمن رتبة ودرجة يحترمها ويقدرها الجميع, لأن الشرطي أو الجندي أصبح في نظر الكثيرين وخاصة في بلادنا يشار إليهم بالمتهبشين أو بأنصاف المتعلمين وهذا ما نرفضه اليوم جملة وتفصيلاً أن يكون الشرطي أو الجندي بهذه الثقافات والمعاناة التي اكتسبها وورثها من العقود الماضية ومن الأنظمة السابقة.. بل أصبح ينتقده ويرفضه الشارع اليمني وخاصة بعد ثورة التغيير, فمثل هذه الثقافات يجب أن تغير وتنتهي صلاحيتها اليوم قبل غد وذلك من خلال التأهيل والتوجيه لكل القائمين ومسؤولي الإدارات الأمنية في كل المرافق أن تبذل جهداً كبيراً في تدشين مثل هذه المقترحات وتقوم بالتوعية الدورية وتعريف الفرد بدوره وأهميته والرفع من شأنه وشموخه حتى من خلال الاجتماع اليومي .. ولا يحتاج إلى رصد ميزانيه لتوجيه مثل هذه الثقافات وهذا ربما يتعذر به البعض...وإنما نحتاج إلى مدراء مؤهلين مهنيا حتى يتحقق التغير إلى الأفضل وإلى الأحسن بذلك سوف تنتشر مثل هذه التوجيهات وسيعم الانضباط والاهتمام في السلوك والمظهر والتعامل مع الإدارة ومع المجتمع.. المهم نريد عنصر أمن يكون كافياً.. متعافياً.. مستقراً مادياً وصحياً وأسرياً واقتصادياً وثقافياً ومهنياً وعلمياً.. حتى يتسنى له أن يقوم بواجباته ودوره وعمله, فأقول للجهات المعنية: أن تعجل في تنفيذ مثل هذه المفاهيم وهذه الضروريات لهذه الشريحة الهامة.. فلولاها ما تقدمت البلدان ولولاها ما نهضة الشعوب ولولاها ما وجد الأمن والاستقرار, فالبداية من هنا يا من تبحثون و يا من تسطرون الحجج وترهقون الشعوب والأنظمة والميزانية وأنتم تخططون للأمن والاستقرار والتنمية والاستثمار... والله المستعان..