أن يعيش المرء على أمل فهذا يعني أنك قادر على المضي قدماً وتخطي الصعاب وتحمل المآسي, وفي حالة النجاح تطمح أكثر ويعينك على الاستمرار.. واكتشف علماء النفس أن الذين يملكون آمالاً وطموحات واقعية هم الأكثر سعادة ونجاحاً والأقل اكتئاباً ويئساً, ومن قبل علماء النفس كانت الديانات السماوية تفتح بتعاليمها باب الأمل للشعوب وتربط بالأمل الأكبر وهو الجنة والأجر الرباني.. والأمل عقائدي كما قلنا وهو الأجر والجنة وبه يرتدع الإنسان عن سلوك الانحطاط أو اتباع الهوى ويصابر في سبيل الخير وخدمة العباد والأعمال الصالحة, وقد يكون الأمل قناعة تعتقدها الثقة بنفسك وبنجاحك, وقد يكون الأمل رؤية صالحة أو دعوة أبوين أو نبوءة رجل صالح أو صاحب حكمة تكون في صالح المرء أو تشير لمستقبله أو لتحسين وضعه. وهناك نوع من الآمال وهو الأمل السياسي النابع من دراسة ودراية بالواقع مستمداً من التاريخ والتجارب والأحداث وهذا النوع من الأمل هو ما نعلق عليه الآمال بعد الله عز وجل للاستمرار في النضال الشعبي نحو التحرر من الظلمة والمؤامرات الداخلية والخارجية التي تحيط بأمتنا وشعوبنا, لأن التاريخ لم يخلد ظالماً وإرادة الشعوب من إرادة الله لا تقهر ولكن تبتلى فتصبر فتنتصر بإذن الله. المستقبل بيد الله والنصر حليف المؤمنين وأنصار الشر يدحضون في نهاية المطاف ولكل مجتهد نصيب ومن يأخذ بالأسباب يصل لمراده والمكر السيئ لا يحيق إلا بأهله, والعزيمة والإرادة وسائل السائرين على طريق النجاح ولا يوجد مستحيل لا يمكن أن يحققه المرء إلا الهروب من الموت.. المرء هومن يقرر مستقبله والشعوب بوحدتها وتماسكها هي من تصنع الحضارة والمجد.. مطلوب منا شعوباً وأفراداً أن نعيش على أمل أن القادم أفضل مهما كانت تضحياتنا وحتما سنحققه والله الغالب على أمره.
فؤاد الفقيه
العيش على أمل 1565