هكذا تبدو المهزلة أكثر وقاحة وأشد سخرية بنفسها.. ما تقوم به سلطات الانقلاب المصرية بمحاكمة الرئيس المصري المختطف الدكتور محمد مرسي ومحاولة تقويضه وانقاصه أمام الرأي العام ومحاولة تلفيق التهم التي تنكرها الوقائع وتبراء منها الحقائق.. وبكل وقاحة وسذاجة تعتلي المنابر الإعلامية المصرية التابعة لسلطة الانقلاب وتبث خبرها العاجل والهام.. محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي بتهمة التخابر مع حماس.. فبأي حديث مثل هذا يعلنون؟.. فما اشرفها وما أكرمها من تهمه أن يتخابر الرئيس مرسي مع حماس, فالتخابر مع حماس في نظر الانقلابين خيانة ومع إسرائيل وطنية وسلام.. فمن هذا المنطلق ينبغي على سلطة الانقلاب أن تدرك أنها مهما تعالت وخانت وسرقت وقتلت واعتقلت وشرعت ما حرم الله واستخدمت كل أنواع الكبت والإرهاب, فالتاريخ والواقع قد جعلهم في عزلة من أمرهم, محاصرين سياسياً.. ولصوصاً خارجياً وقتلة ومجرمين داخلياً, فالعالم بأسره يدرك ويعلم أن الانقلابين هم من سرقوا الثورة المصرية وأنهم من باعوا القومية المصرية للأعداء وأنهم من استبدلوا الدستور الإسلامي بالعلماني, فمهما حاولوا أن يطفئوا نور الحرية والكرامة والإسلام, فلن يستطيعوا وسوف يظلون رمزاً للانقلاب وللقتل والعدوان والخيانة, فالرئيس مرسي سيظل عنواناً ورمزاً للحرية والكرامة والتضحية لكل الشرفاء والوطنيين والقوميين والقادة الشجعان مهما حاول السارق أن يكون قاضياً ومهما حاول اللص أن يكون حاكماً...والله المستعان.
د.فيصل الإدريسي
عندما يكون السارق هو الحكم!! 1215