كان من غير المتوقع أن تقف قيادة محافظة تعز عاجزة أمام تلك التحديات التي تستهدف مقومات الحياة المدنية والإنسانية والاجتماعية والسياسية.. بعد أن كان الأمل الوحيد لكل مكونات المجتمع المدني والقوى المتواجدة في الشارع والحكومة والقيادة.. على أن يكون شوقي هو الرقم الوحيد الذي يمكن أن يقود المحافظة إلى الأفضل والى الأحسن ويجنبها كل المماحكات والصراعات التي استهدفت تعز منذ وقتا مبكر.. فمن هذا المنطلق يبدو أن المشهد مغاير تماماً وحلقاته تبدو طويله ومملة لا يستطيع أن يدركها ويفهما المشاهد اليمني بشكل عام والمشاهد التعزي بشكل خاص, فقيادة المحافظة ربما تورطت بارتباطها العميق مع القوى المناهضة للتغير والتي ربما لم تعترف بالتغير من أساسه, فأصبحت هذه القوى تمارس الضغوط على قيادة المحافظة بتنفيذ العديد من التوجيهات والأساليب التي تعكس الصورة الحقيقية لثورة التغيير وللحكومة وللقيادة.. وهذه هي المعضلة والحقيقة التي ربما لم يدركها الكثير من المراقبين والسياسيين وإلا فماهي العوائق وماهي الأسباب وماهي الأعذار التي جعلت من تعز بيئة خصبة لكل من هب ودب ولكل من له مواقف وأحداث وتصفية حسابات ونقل صورة غير واقعية عن الحكومة وعن الدولة؟.. فلماذا تعز فقط. ؟!.
فمثل هذه المشاهد سبق وان وجهت إلى العديد من قيادات المحافظات الأخرى, لكن تلك القيادات تفهمت وادركت متطلبات المرحلة وضرورة والانسجام مع الواقع ومع الحكومة والقيادة وهذا ما لم تدركه ولم تفهمه ولم تستوعبه قيادة محافظة تعز, قد ربما تكون مشغولة وبشكل متواصل أو معزولة تماما عن الواقع, لكن الواقع يشير إلى أن هناك قوى خارجية سيطرت على المحافظة والمحافظ هي من تنفذ وهي من تحكم. وهي من تقرر, فالوقت لازال متاحاً لقيادة محافظة تعز أن تقوم بدورها وعلى المحافظ شوقي أن يعيد النظر بتعز واهل تعز والى كل أرجاء تعز.. ويجب عليه أن يعيد النظر في القوى المحيطة به.. والمتنفذين الذين يسولون له العداوة والمكر والانتقام والرفض من الأطراف الأخرى.. وعليه ان يتنصل من القوى التقليدية التي فقدت مصالحها في تعز والتي تزعم أن تعز هي من تصونها وتحافظ عليها وتدس السم في العسل.. فحان الوقت لقيادة تعز أن تعود إلى متطلبات الشارع والواقع في تعز... وحان الوقت لقيادة تعز أن تعود إلى أحضان تعز.. وحان الوقت لقيادة تعز أن تهيء الأجواء لاحتضان كل مكونات تعز... وحان الوقت لقيادة تعز أن تدرك مخاطر المرحلة وحان الوقت لقيادة تعز أن تدرك أن عجلة التغير قد دارت وان التوافق قد حسم فلا داعي أن نعرض عن قرارات الحكومة والقيادة... وليس داعي أن ننتظر الأخرين حتى يصلحوا أحوال تعز... وننتظر الأخرين حتى يأتوا ينظفوا شوارع تعز, فلماذا تعز فقط.. الوحيدة من بين المحافظات لم يستتب فيها الأمن والاستقرار.. استقرت أوضاع المحافظات التي كنا نتهمها بالفوضوية ونظفت شوارع المدن التي كنا نتهمها بالغجرية وانسجمت كل القوى في اغلب المحافظات واُعترف بالثورة وبالتغيير عند كل قيادات المحافظات الأخرى إلا تعز, فتعز قبلة اليمن يا أهل تعز, فتعز بوصلة اليمن يا قيادة تعز, فتعز قلب اليمن النابض يا سياسي تعز, فتعز مصدر كل التغيرات والثورات والثقافات ومصدر كل جديد والأيام القادمة والتاريخ هو الفيصل في الحكم بين محبين تعز وبين مخربين تعز.. والله المستعان.
د.فيصل الإدريسي
لماذا تعز؟! 1377