تعز الثقافة والتاريخ عانت كثيراً إبان حكم النظام السياسي السابق, إذ كانت مهملة ومحرومة من المشاريع الاستراتيجية بسبب مواقف أبنائها الرافضة للظلم والحيف والضيم السياسي وقد تم معاقبتها بشتى الأشكال والوصر إلا أنها تمكنت من الثأر لذاتها وانتفضت على النظام السياسي السابق, حيث أصدرت أول شرارة لثورة الشباب السلمية الشعبية في ((فبراير)) 2011م وتلتها باقي محافظات الجمهورية شمالاً وجنوباً, ذلكم لأن تعز كانت المتضرر الفعلي والأول من النظام السياسي السابق وأزلامه الذي كرس العنصرية والمناطقية البغيضة وظلت تعز تناضل وتكافح طيلة أشهر ثورة الشباب الناجحة وتغالي في التصعيد الثوري حتى ذبحوا أبنائها الثوار في محرقة تعز الشهيرة, إذ أقدم الطغاة الأمنيون ورأس النظام السابق (نعم بتوجيهات رأس النظام السابق) من تدبير الشر للثوار في تعز عندما قام الخونة والأذلاء من رجالات الأمن في تعز بحرق الخيام بمن فيها في ساحة الحرية بتعز نجا من نجا وقتل من قتل سيما المعاقين الذين لم يتمكنوا من الهرب من النيران الملتهبة والمحرقة, فكان أعداد القتلى والجرحى مهول, حيث كانت تلك المحرقة كمسمار في نعش رأس النظام السابق, فتلك الحادثة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أو الريبة على الحقد الدفين والمغالاة والإمعان في الانتقام من أبناء تعز لقاء مواقفها البطولية والرجولية ضد النظام السياس السابق سيما رأس النظام و أزلامه واتباعه من الفاسدين الخونة الذين ما يزالون يناصبون تعز الثقافة والتاريخ العداء ويضمرون الشر لها ولأهلها.
وانتصرت ثورة الشباب الشعبية السلمية الناجحة وانتصرت تعز في خلع رأس النظام وبعض أعوانه وأزلامه من الطواغيت إلا أن نار الحقد الدفين على تعز وأبنائها لم تهدأ أوزارها حيث امتدت أيادي الدولة العميق لتغرق تعز في بحر من الفوضى والقلاقل والاضطرابات الأمنية والسياسية ولعل ما فاقم مشكلات تعز واضطرابها تعيين محافظ ضاعف هموم المواطنين ومشكلاتهم, حيث لم يأتِ بجديد, فالمياه في مدينة تعز تنقطع على جميع الأحياء السكنية لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر مما يدفع بالمواطن إلى شراء الماء كل أسبوع عبر ناقلات الماء التي يطلق عليها (وايت), إذ كان الماء ـ قبل تسلم المحافظ زمام الأمور في محافظة تعز ـ ينقطع عنهم مدة أسبوعين وإن زاد فهي مدة لا تتجاوز الشهر, فأنا أرى التآمر على تعز وأبنائها من قبل أزلام النظام السياسي السابق الذين دفعوا بشخص ضعيف مثل شوقي ليجلس على كرسي المحافظة دون تقديم أي أعمال أو إنجازات ومكاسب تذكر لمحافظة تعز ولأبناء تعز, فضلاً عن التآمر الخفي على هذه المحافظة الباسلة في ظل ضعف قيادة المحافظة.
وكان الأخ/ عبدربه منصور هادي الرئيس الانتقالي للبلاد قد أصدر قراراً رئاسياً (جمهورياً) بإعلان محافظة تعز العاصمة الثقافية لليمن في ظل تدهور الأوضاع الأمنية والاجتماعية والسياسية فيها وكذا تدهور الخدمات الأساسية في المحافظة وتدهور العناية والرعاية الحضارية للمحافظة, فالقمامة تملأ شوارع وأحياء تعز بشكل ملحوظ وملفت للنظر أمام عجز قيادة المحافظة عن عمل أي شيء ولو بسيطاً فتعز في ظل المحافظ شوقي هائل ليست عاصمة الثقافة وإنما يحق لنا تسميتها بعاصمة القمامة, حيث انتشرت العديد من الأوبئة في مدينة تعز على رأسها مرض حمى الضنك الذي يفتك كل يوم بالمواطنين, حيث يموت العديد من المواطنين ويسقطون ضحايا بفعل هذا المرض الخبيث الذي يغذي انتشاره واستفحاله انعدام النظافة في شوارع تعز وأحيائها بتواجد القاذورات والجراثيم كمخلفات للقمامة التي تتوزع هنا وهناك, فمحنة أبناء تعز عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر: انتشار القمامة في الأحياء والشوارع الرئيسية والفرعية في المحافظة وانقطاع ضخ المياه إلى المنازل الذي يتعدى الشهرين, الأمر الذي فاقم مشكلات وهموم المواطن في هذه المحافظة الباسلة, فأحد المواطنين في محافظة تعز من الذين عانوا من مرض حمى الضنك يناشد الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي بسرعة التدخل في تعز, فهي دماج الثانية الذي لا يفتك بأبنائها الصواريخ الحرارية للحوثي ومدافع الهاون والكاتيوشا التي يستخدمها الحوثي في دماج لقتل إخوانه السلفيين وإنما يفتك بأبناء تعز إهمال المحافظ الضعيف الذي يعجز عن عمل أي شيء ولو كان بسيطاً وانتشار القمامة في أحيائها وشوارعها التي تغذي الأوبئة والجراثيم التي تنشر الأمراض لتفتك بأبناء تعز فتكاً كبيراً يضاهي ويفوق فتك الحوثي لإخوانه السلفيين في دماج محافظة صعدة بأنواع الأسلحة الحديثة وهو نداء المواطنين جميعهم في محافظة تعز, فلقد بلغ السيل الزبى وتفاقمت هموم ومشكلات المواطن وتشعبت حتى فقد المواطن السيطرة على هذه الهموم وتلك المشكلات التي ستبدد بتدخل أمني وسريع من قبل رئاسة الجمهورية بحيث يحل المشكلة بحلول عديدة ينهي المشكلة ولا يفاقمها, فمسألة القمامة, لماذا لا تستفيد قيادة المحافظة من الإخوة في أمانة العاصمة وبعض المحافظات, فالمواطن في محافظة تعز بانتظار حلول لمشاكله الأساسية من قبل رئاسة الجمهورية وإلى لقاء يتجدد والله المستعان على ما يصفون.
عصام المطري
تعز.. عاصمة القمامة!! 1283