دماج والتي لا تزيد مساحتها عن بضعة امتار، وطلاب أكثرهم لأول مر يمسك سلاحا، اضطر لحمله دفاعا عن نفسه، وحصار مطبق على المنطقة، لدرجة أن مليشيات الحوثي منعت بعثة الصليب الأحمر من الدخول لإسعاف الجرحى، بل وقامت بسرقة الأدوية منها، وبالرغم مما ذكرت في الأعلى و بفارق الإمكانيات وخذلان الدولة استطاعت أن تزلزل كيان الحوثي وتهشم صورته التي كان يتفاخر بها، حاولت مليشيات الحوثي أكثر من مرة الدخول إلى مركز دماج واستخدمت القصف بالأسلحة الثقيلة لكنها وجدت استبسال وثبات عظيم فدحرت وعادت مهزومة.
عصابات الحوثي وضعت نفسها بموقف مخزٍ أخلاقياً ودينياً وقبلياً، وفقدت الكثير ممن كان مغرورا ومتعاطف معها ومصدقا ما تدعي من ظلم لها، وفتحت جبهات مختلفة في عمران والجوف وحجة، وتكبدت خسائر كبيرة على أيادي القبائل المناصرة لدماج.
تحارب هذه الجماعة بمبرر كاذب وبحجة غير مقبولة بأن هناك أجانب إرهابيين في مركز دماج العلمي، لماذا لم يرتكب أي طالب أي جريمة خلال ٣٠ عاماً؟
ثم كيف لمسلم أن يطالب بإخراج طلاب أتوا من مختلف دول العالم ليتعلموا الإسلام وأقوال أهل البيت الذي تدعي جماعة الحوثي حبهم.
هذه الجماعة باتت في خطر اكثر مما يتوقع أبواقها، ذلك أنها نجحت برسم صورة مدنية إبان الثورة الشبابية ولكنها لم تستطع الحفاظ على ذلك النموذج المزيف، بات الجميع اليوم يؤمن أنها سرطان خبيث لا يقبل التعايش السلمي، كل ما تتقنه هي لغة العنف، حتى لو بدا لك على البخيتي متمدنا في خطاباته لكن أفعال الجماعة هي ما يجعل ذلك الناطق أشبه بمنبه أو مهرج.
اليوم نشفق عليها من التهور المؤدي طبعا إلى الترهل والموت المبكر إن لم تستفيق من غجريتها وتمسح الغبار لترى أن اليمن تختلف عن العراق، وإن دولة الفاطميين على يد علي ابن الفضل اندحرت، ذلك أن اليمن بشعبها لا يقبلون بالدنية ولا يرتضون بالعبودية .
هناك معلومة مهمة يجب معرفتها وهي أن أمريكا تحاول أن تنقل تجربتها الناجحة في تسليم العراق إلى الشيعة وايران، وتريد اليوم تسليم اليمن إلى جماعة الحوثي ذراع ايران في اليمن، يثبت ذلك أن الطائرات الأمريكية الدرونز لا يمكن أن تؤذي الجماعة، وهي تمارس ابشع مما تمارسه القاعدة، ومن ثم تواطؤ الرئيس هادي والذي يخضع ويرتهن بكل قراراته إلى أمريكا.
يجب أن يعرف الجميع بأن الحوثي مشروعه دموي، لن يقتل السلفي دون الإصلاحي ولن يقتل الإصلاحي دون المؤتمري ولن يقتل المؤتمري دون الاشتراكي بل سيقتل الجميع إلا من يرضى بأن يكون عبداً يُقبل أقدام السيد عبد الملك الحوثي.
مصطفى حسان
الحوثي في خطر!! 1276