بماذا نفتخر في اليمن وعلى أساسه يحترمنا العالم ؟ لا شيء سوى أننا في نظرهم شعب متخلف نعيش على واقع الفوضى والعبث فلا تعليم يوصل شبابنا إلى التقدم ورقي هذا الوطن ولا قضاء ينصفنا ولا أمن يحمينا ولا صحة تحصنا ، تشكل غريب في المفاهيم والمعتقدات الكل يدعي بأنه على صواب وكأن الجنة ورث يمكن تقاسمها في البلاد ، تدحرج عجيب للقيم والمبادئ وكأن النفس بدون رقيب أو عتيد ، ومثلما السيخ يعبدون الأبقار أصبحنا نحن نعبد المال ، انزلاق في رسم السياسات لم نجني من وراء ذلك إلا الحروب والأزمات والثارات والفتن في كل المحافظات مشاريع تسوق من صنع الداخل والخارج والدولة وأجهزتها تتفرج. وأوضاعنا ترتب على نمط الأعداد ، فساد يمارس من الكبير إلى الصغير ومشاريعنا ليس لها نظير أو مثيل ، لأن من يعدها فاسدين يأملون الربح فيها قبل استلامها أو الاستفادة منها لذلك يكون عمر مشاريعنا قليل ، وبعدها يكون وضع الميزانيات للترميم وضع مؤلم لأن المسئولين لا أمانة لهم لأنهم مجرمين قصور في العمل وخيانة في التوجه وعدم الوصول ببلدنا إلى مستوى شركة في الأداء وفي الإدارة أو التنظيم ، ماذا يريد الشعب من المسئولين غير الأمانة والنظام سنين وقرون ونحن نبحث بعد الرجال الأوفياء المحبين ولم نجدهم حتى الآن انهيار في منظومة الدولة وتفكك في الأمن والسلم الاجتماعي وبلدنا أصبحت غابة تعيش فيها الوحوش الكبير يفترس الصغير ليعيش هو وقومه ، شعب يراهن على دعاة الظلام بتحقيق الأحلام . لتسقط هذه الأحلام ولو سقطنا في قيعان البحار ، لا خير في من هم اليوم من الوزراء أو الشورى أو من هم في مؤتمر الحوار ، لقد جربناهم وسمعناهم ولا توجد عندهم أهداف لصالح الشعب أو الوطن بل فكر الأحزاب والجماعات التي نهبت الثروات وقتلت ودمرت ممتلكات الوطن ، نعيش في اليمن على المزايدات والمستهدف هو الشعب والوطن. فضائح يرتكبها من يصنعون الحروب والأزمات ويفجرون أبراج الكهرباء ومن يحجزون الناقلات ، المنافسة في اليمن ليس على مصالح الشعب والوطن بل على المناصب لمن يأكل ويشجع على القتل ويدمر لكي يبني لنفسه مستقبل فقط ويعيش هو ومن معه وليس لمن يعمل بصدق وأمانة ويخطط ويحافظ ويبرمج لصالح هذا الوطن ، أوجاع تصاحبنا في كل موقع من مواقع الدولة التي هي الآن منتهية الصلاحية برجالها في مجلس النواب ومجلس الشورى والمجالس المحلية وحوار وطني على وشك أن ينتهي ، بصراحة نريد رجال غير هؤلاء ووجوه جديدة مخلصة ومحبة لهذا الوطن ، فقدنا الأمل لمن هم في مراكز الدولة لا خير فيهم وعلى مستوى كل الأحزاب والجماعات لأنهم عصابات سببت ضياع الثروات ونهب الممتلكات وتدمير الوطن، في أي المراتب نعيش فقراء والحالة المعيشية صعبة والبؤس والإجرام ينتشر وأمن معدوم ومفقود وقضاء فاسد ولا حكم طبق ضد مسئول أو شيخ أو نافذ ، وتعليم يباع في المدارس والجامعات في مواسم الامتحانات فروقات وغش وصحة مبنية على البتر والقلع وإبر الفلتارين وأمن يطلب الأجرة والتكاليف من المشتكي قبل إحضار الغريم ، قلق وإحباط وخوف لمن ليس له حماية من المجرمين أو المسلحين ، الطرقات اليوم غير آمنة تقطع للتجار والمغتربين وسطو للمحلات ومن أراد من المواطنين أن يبني له بيت وأوراقه مكتملة لا بد له من حماية الشيخ والمسلحين ، وكأن في اليمن دول كل له شرعه وحكمه ، إهمال وتسيب لهذا الشعب الذي ضاقت عنده سعة التحمل وسعة الصبر حتى أنه سجل ودون بأن هذا الشعب لديه أعلى نسبة تحمل بين شعوب العالم لمن يرتكبون ضده الظلم والإجرام والمخالفات ، وفي اليمن أقل تكلفة تواجهها الجماعات والعصابات المسلحة أثناء القتل أو الطرد أو التدمير أو النهب والتقطع لمن تريد من أبناء هذا الوطن ، لأنه لا يوجد رادع يردع المجرمين والمخالفين لأن من يشجع ويحرض على ذلك هم المسئولين ، برامج تعد اليوم للصراع الطائفي في اليمن بمباركة كبار المسئولين ، في أي بلد في العالم يحصل فيه صراع مسلح بين جماعات مسلحة يتم في هذا الصراع التدمير والقتل والدولة تقف فيها على الحياد ولابد لأي مشكلة في اليمن من أن تدول في هيئة الأمم وتدويل النزاعات والمشاكل في اليمن هي من مطالب الأحزاب والجماعات والقبائل لأنها ترى نفسها في حكم الدول ، وتكبر مساحة الصراع في اليمن وتلغى أدبيات التسامح وتقبل الآخر وثقافة الحوار لتمسك اليد البندقية بدلاً عن القلم وتنطق اللسان الرذيلة بدلاً من الفضيلة ويصبح القلب فيه الحقد بدلاً من المحبة ويتجمد العقل فيخرج عن الواقع وينحصر الفكر في مصلحة الفرد بدلاً من مصلحة الوطن وتلغى المسافات التي تجمع لتظهر عندنا في اليمن وحشية هتلر وعنصرية بني صهيون في تل الزعتر ودور ياسين وكأن صبرا وشاتيلا تتكرر عندنا في صعدة وأبين ومذبحة السبعين ، مرت علينا متاعب الدهر كلها ونحن في فجائع لقد جعلونا من همة البحث عن الأكل وأضافوا لنا أهمية البحث عن أدوية الضغط والسكر ، يا إلهي الحكمة عند الساسة وخاصة عند الإرياني وياسين والآنسي ظلت طريقها واختفت لأنهم خائفين على أنفسهم ومصالحهم في ظل ظهور مشروع الحوثي والقاعدة والحراك ورسم تصورات وتوجهات بن عمر كيف با تكون خارطة اليمن ، ومن با يجمع الشمل لليمن ،إذا الساسة هم العملاء وهم المتآمرين والشعب مخزن ومخدر ، يا رب احبط كل عميل ومتآمر على سلامة ووحدة اليمن تخصص وفنون وقمع وإرهاب وما زال الشعب على أمل بظهور رجال عظماء حبهم وجهدهم وحياتهم ترخص في سبيل وحدة وتطور اليمن .استغفر الله من القيل والقال ومن كثرة السؤال ونهر السائل ومن الحسد والكذب والنميمة والغيبة والرياء والسمعة وطول اللسان من سائر الأخلاق الذميمة ، أستغفر الله من كل ذنب يصرف عنا رحمتك ورضاك أو تحل بنا نقمتك أو يحرمنا نعمتك ، اللهم آمين .
محمد أمين الكامل
واقع اليمنيين بين الهجرة والهجر (2) 1477