جرائم ومصائب في اليمن وأكبر الجرائم والمصائب أن نخفي ما يدور من تضليل مخالف للحقائق التي يعاني منها الشعب من الحالة المعيشية وارتفاع الأسعار وما يواجهه من معاناة في الأمن وفي القضاء وفي التعليم والصحة في بلدنا واكبر المسئولين عن هذه الجرائم هم أصحاب القرار والعلماء والأسرة والصحافة ثم منظمات المجتمع المدني ثم المؤسسات العقابية .
في ظل السياسات الخاطئة أنتجوا لنا (مصائب الخرمات) في بلاد الأزمات .الخرمة هي ( أن تكون مولعي ومدمن للخمر والحبوب وللقات والدخان بأنواعه ) ثم للخرمات الأخرى التي تنمو في بلدنا وتزدهر دون خجل ، خرمات أفقدتنا مكارم الأخلاق ومنها الحياء الذي يتزحلق شيئاً فشيئاً لينتهي الحياء بمشاهد كنا لا نراها في مجتمعنا حتى أصبحت مألوفة عند الكثير تحت مبرر البطالة والحاجة والفقر وغياب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغياب الدولة ووسائل الردع ، والشعب اليوم يجمع البقايا وما خلفته موائدهم وما بقى من ملابسهم ولأن هذه القيادات فاشلة ومشاريعهم خربة لأنهم دائماً في حالة سفر ما بين بريطانيا وسويسرا وألمانيا وأعوانهم والمرافقين موزعين للبسط والجمع والإرهاب قيادات لم نجني منها سوى الحروب والفتن والأزمات لم يسلم المواطن في ظلها من المؤامرات ، نار تشتعل في كل المحافظات وشبابنا في الشوارع والحارات يتسكع .
ما هو الذي كان في صالحنا أمس أو اليوم سوى أن الأحزاب تصاحبنا كل يوم بانفعالاتها وأفعالها ومؤامراتها وكأنه يقتضي علينا في هذا الزمان نقص أعمارنا لأن الويلات لن تفارقنا مهما انتظرنا لأنه لا وجود للرجال بين أصحاب دعاة العولمة أو الدعاة المعممة مثل أمة بلا عمر و أفارقة بلا بلال وهنود بلا إقبال وأكراد بلا صلاح مستحيل علينا اليوم أن يعقمنا النساء في اليمن قادة رجال ليس همهم الجيوب والنقود بقدر ما يهمهم الشعب والوطن .
يا مسئولون كفوا أيديكم، قادم إليكم العاطلون والمهمشون الصامتون ، وعلى واقع أهل القرى فيما يجري في اليمن حظيرة وديمة كباش كل يردع الثاني واليمن لن تظل مرتع للكباش مهما طال الزمن لن نجعل اليمن مزرعة للكباش .
ومن نتائج العولمة أصبحت اليوم الإخوة ليست أخوة الإسلام ولكن أخوة الحزب أو الجماعة أو المذهب أو القبيلة أو المنطقة ، هذه هي نظرية العولمة لتحطيم الدين في النفوس من تمزيق العباد إلى تمزيق البلاد ومن ثقافة التنوير إلى ثقافة التدمير .
اليوم كل شيء مباح ومستباح ، لا شيء ممنوع أو محضور ولا يتعرض أحد للمخالفة أو المسائلة ، أنت في اليمن القانون والنظام معدوم لأن الساسة نيتهم الخراب ، بلد فيها من الأحزاب والمنظمات والجماعات والمشايخ تمارس العنف كأنها عصابات قتل وبطالة وفقر ومرض وثارات وتجارة المهربات ، كلها خارج نطاق وسيطرة الدولة في اليمن ولا زال يعيش فيها المواطن وهو يفكر بالغربة أو في الانتحار أو اللحاق بمن يمارسون الإرهاب ومنها تجارة المخدرات وكل هذه المصائب وأعضاء الحوار منها ببعيد لا يناقشون سوى تقسيم الشعب والبلاد .
دائماً ونحن في حالة انتظار في اليمن ليس لظهور الحق والجمال بل للخراب والدمار لأننا لم نتعود على تغير الأحوال إلى الأفضل أو الاطمئنان ولم نتذوق في اليمن سوى الرعب والخوف وهمة إشباع العيال ولم نلمس أو نكتوي من نتائج صراع الأحزاب والجماعات سوى العقوبات والمعاناة ولم نشعر بالأمان في بيوتنا وفي شوارعنا ومدنا والبلاد ، ولا ندري متى ترفع أو تخفف عنا حالة الاستعباد والاستخفاف بحقوقنا كمواطنين لنا حقوق وعلينا واجبات ، كأنه لا فترة زمنية لكي تزول من واقعنا الآلام التي تصاحبنا وكأنه المصير الذي يقودنا إلى هذا التنوع المميت الذي تقوده الأحزاب والجماعات في هذا البيت الجميل المسمى اليمن الذي شب في أرجائه الحريق وتعرضت له كل أركانه للخطر وإن حاول بعضنا إعادة بناءة لا يمكن إعادته سوى بالتضامن وعلى كل فرد تحمل المسئولية والتعاون سمه من سمات الماضي والحاضر والمستقبل فهل استوعبت الأحزاب والجماعات بأن الشعب والوطن في خطر ، ويجب إعادة وجهة النظر على أساس اليمن أولا ، و يا ساسة الإصلاح والمؤتمر كفوا عن المكايدات لأن فيها خراب اليمن ولا تغرنكم الصحف والقنوات فأنتم في نظر الشعب من أسباب تأخر وضياع اليمن ولو كثر جمعكم أمامكم جموع المستقلين الصامتين القائمين الليل القانتين والغلبة إن شاء الله للضعفاء والمساكين وهذا وعد رب العالمين .
إننا اليوم بحاجة إلى أخلاقيات جديدة التي تسمح لكل من يخاف على هذا البلد ويحافظ على خيراته أن ينعم بحياة كريمة يتطلب من المتصارعين في اليمن تقديم طاقات وتغييرات جديدة بعيدة المدى في الأهداف والسياسات وهي مهمة ليست صعبة في ظل إلغاء منهجيات الأحزاب والجماعات التي لا تناسبنا ولا تسر اغلب اليمنيين ، لقد فقدنا ظهور علامات الخير والسلامة على من يتزعمون المشهد السياسي في اليمن مع بقاء صراع الأحزاب المؤتمر والإصلاح والاشتراكي والحق والناصري هذا الصراع بعيد عن طموحات هذا الشعب هؤلاء كلهم لنا خصوم وكل الخصوم لنا وللوطن أعداء ، فيا رب أنت الحكم بيننا ومن بأيديهم مصيرنا بقوة البطش والتفجير وتهديد المسلحين ، لا طعم للحياة اليوم عندنا والحرب والتدمير فوقنا ، دمرتنا الآراء التي ليس لها حدود أو نصوص ، ولا ندري كيف يكون الانطلاق والقات والسلاح والتمباك والشمة هي أكلنا .
هل في اليمن الأوفياء غيبوا أم رحلوا أم ماتوا من بيننا ليظل الفاسدين والنافذين والمشايخ والمسلحين هم القادة وهم المسيطرون ومن يا رب لنا غيرك للضعفاء والمساكين إلا أنت.. أنت الخالق و أنت الحامي وأنت الحافظ.
اللهم اجعل ولايتنا فيمن يخافك ويخشاك ويتقيك، اللهم يا مغير الأحوال من حال إلى حال غير أحوالنا في اليمن إلى أحسن الأحوال وولِّي علينا الأخيار ولا تولي علينا الأشرار والفجَّار واصرف عن هذا البلد والشعب من لا خير فيهم يا عزيز يا جبار..
محمد أمين الكامل
نظرية التحميل والتخوين في اليمن (2) 1738