لطالما حاولت كثيرا من القوى الحداثية إقناع الطبقة المثقفة بأن نظرية المؤامرة التي تقودها القوى المهيمنة على العالم ضد الشعوب الأخرى غير صحيحة وأن ثقافة العرب والشعوب الإسلامية المتخلفة هي من عمقت هذه الفكرة في وجدان وعقل العرب واليوم وبعد مرور عقود من سيطرة الحضارة الغربية على القرار العالمي ماهي الحصيلة مئات الملايين من الضحايا في حروب لتقاسم النفوذ والثروات منذ الحربين الأولى والثانية إلى الآن يكفي أن الغرب وصل إلى حد الاستئثار حتى بالتكنولوجيا ويمنع الشعوب من امتلاكها ويبيعهم الوهم والتكنلوجيا المعلبة التي قرر أن يتركها مساحه للتنافس ومن يتجرأ على فتح هذه المجالات ينتهي به المطاف بحرب أو انقلاب أو اغتيال.
نحن نقول هناك تأمر اليوم على كل ما يمكن أن يكون قوة ونفوذ للمسلمين أو سيسهم في نهضتهم الحقيقة سواء ثروة أو علم أو بشر أو أرض أو حتى موقع جغرافي والغرب عندما شعر بأن صحوة عارمه تجتاح العالم الإسلامي قرر التخلص منها بأي ثمن وابتكر الوسائل والأسباب للقضاء على مصادر القوة سواء جماعات إسلامية أو قبائل قوية أو دول متماسكه أو مصادر ثروة أو علماء أو قيادات شعبية ودينية أو مؤسسات اقتصادية وتجارية.
واليوم انظر الخريطة الإسلامية تلحظ أن اكثر من 35 دولة ومنطقه في العالم الإسلامية تقع تحت التآمر الغربي بشكل أو بأخر ناهيك عن السلطات العميلة الموالية في بقية البلدان والجاليات الموجودة في الغرب والتي تعاني التمييز وخاصة في الفترات الأخيرة .
اليوم القاعدة فزاعه لتدخل ضد حتى القبائل المتدينة في اليمن ومصر وباكستان والصومال وأفغانستان ودول جنوب الصحراء ومالي.
والحرب الطائفية هي العصى التي ستقمع الطموح بالتغيير والنهوض الغير مرغوب فيه سواء بالعراق أو سوريا أو اليمن أو لبنان ...الخ
والبقية ستواجه ضغوط وعملاء يقوم بقهر ما تبقى من حلم فمقتل معارض يسقط حكومة إسلامية في تونس ومقتل اكثر من 6000مدني لم يحلحل عسكر مصر قيد أنمله.
الأقليات المسلمة في العالم تقتل وتضطهد في بورما ومينمار وسيريلانكا وايران ووسط أسيا لكن احد لا يهتم والعالم مشغول بتأمين إسرائيل وشركات النفط والممرات في الاقتصادية وتماثيل بوذا ومسيحي الشرق.
اليوم نحن نواجه حملة استئصال لهويتنا وتراثنا وكينونتنا لم يسلم منها متاحفنا وآثارنا في العراق وسوريا واليمن وتنفق مئات الملايين لشبكات السطو والتهريب لها وتدك بأفواه المدافع بمخطط مدروس ومدفوع ثمنه
اليوم الغرب باع عالمنا الإسلامي لإيران ونسي عقود من العلاقات الذليلة لحكامنا معهم اكلوا الأخضر واليابس ودرس أبنائهم وتنعموا, بينما أبناؤنا يرون ثرواتنا ويسمعون بها ويموتون جوعا ومرضاً.
أرجو اليوم من دعاة الحداثة والمدنية أن يفرقوا بين الحفاظ على هويتنا ووحدتنا وتماسك شعوبنا وبين خلافاتنا الفكرية ووسائلنا في التغير والتعبير
وليست المدنية تعني أن الأخر متخلف وان القرار الذي سيعارض ما أدعيه من آراء وأفكار إنسانيه أو مجتمعية هو جزء من الماضي وان بقاءه عقبة.
العقبة التي نعاني منها اليوم في بلداننا هي عقبة الكراهية والأحقاد والرغبة في الاستفراد بالأوطان.
بل أن الوباء الأكبر الذي نعانيه اليوم هو شعورنا النخب أنها محتكرة الحقيقة و الأحقية في توجيه الأخرين نحو صناعه المستقبل.
اليوم اصبح الحقد عند بعض دعاة المدنية يقدم العسكر والعودة لتسلط البيادات على التنازل للإخوان أو لغيرهم ممن يخالفهم.
ومن الإسلاميين من يفضل الارتماء في أحضان الجن والإنس ولا يقبل في من يخالفه المذهب أو حتى الاجتهاد.
وأخيراً العالم الإسلامي اليوم بحاجة لكل جهد يجمع ولا يفرق وينشر ثقافة التحرر ورفض التبعية ورفض الصراع المذهبي والطائفي والتعصب الأعمى لان حجم المؤامرات كبيرة وتحتاج لجهود كال أبناء الأمة.
فؤاد الفقيه
نظرية المؤامرة 1307