قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم ـ "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".. هذا الحديث للتذكير لكل من وكل من تناسى واجبه تجاه أبناء دماج من شيوخ ركع، وأطفال رضَّع، ونساء ثكلت ورملت وروعت وطلاب علم نالوا ما نالوه من الحفاوة وحسن الاستقبال لأنهم حلوا ضيوفاً على بلد الإيمان والحكمة التي لطالما سمعوا عنها واليوم لمسوها حصاراً وقصفاً وقنصاً وخذلاناً مهين وفشلاً مبين وتعتيماً إعلامياً عجيب، فضلاً عن ترهيب وترعيب.. إنها حفاوات وامتيازات لا نريد لطلابنا ومغتربينا مثلها إن وفدوا على بلدانهم متعلمين أو مسترزقين.
إنها مسؤولية بلا شك سيحاسب عليها كل من تخاذل أو تهاون وتقاعس بحق هذه الفئة المستضعفة التي نالت نصيب الأسد من التنكيل والتقتيل ومازالت تنتظر فرج الله واستفاقة الضمائر من سباتها للقيام بواجبها ومسؤوليتها لحقن الدماء ودفع البلاء الغاشم ووضع حل لمأساة هؤلاء الضعفاء والبسطاء الذين تدك منازلهم وبأعتى أنواع الأسلحة بلا ذنب اقترفوه أو جرم ارتكبوه.
وحقيقة يتساءل الكثيرون عن المستقبل من هذه الحرب التي أشعلت في ظل صمت مطبق وذهب ضحيتها الأبرياء من الأطفال والنساء؛ فمنهم من قضى ومنهم من أصيب بحالات نفسية ومنهم من ينتظر إغاثة المنظمات الحقوقية والإنسانية الإقليمية والدولية ومنهم من دبِّ اليأس إلى قلبه لأنه أيقن أنه لا ينتمي إلى الجمهورية اليمنية بدليل الحصار الممتد إلى أسابيع طويلة نفد الغذاء والدواء وحليب الأطفال وأوشكت أن تحل الكارثة ويهلك جميع الساكنين.
وبالمناسبة أين دموع رئيس الحكومة ولما انحبست في وقت حق لها أن تنهمر لهول الاعتداء ولشراسة الحرب التي فرضت على الآمنين.. نعم لما لم تنهمر وهو يسمع ما يحدث في دماج مدينة السلام والوئام ولما لم يتدخل وبشكل مباشر للإصلاح بين الطرفين وتفويت الفرصة على أعداء الأمة الإسلامية.
أليس الاكتفاء بموقف المتفرج أو العاجز جريمة شنعاء، سيما وأن أبناء دماج يخوضون حرباً شديدة الضراوة، حرباً غير متكافئة، حرباً لم تكن في الحسبان لأنهم أُخذوا على حين غرة ومع ذلك وجهوا الاستغاثات والمناشدات للدولة أن تقوم بواجبها لحقن الدماء، وفض النزاع وإخماد نار الفتنة؛ إلا أن كل ذلك ذهب أدراج الرياح وبقي الحال كما هو عليه ليجدوا أنفسهم مجبرين للدفاع عن الأرض والعرض وإعلاء كلمة الحق والدفاع عن المقدسات والحرمات التي انتهكت وتنتهك في الأشهر الحرم.. آملين أن تشرق شمس يوم جديد تخرس فيه أفواه الأسلحة ويعمم فيه السلام والوئام بين العباد وفي جميع أنحاء البلاد.
عفاف سالم
أهل دماج.. بين الترويع والتجويع 1298