أيام قلائل وتطل علينا الذكرى الـ46للاستقلال الوطني المجيد في الـ 30 من نوفمبر 1967م ذلك اليوم الأغر في تاريخنا المعاصر، الذي تم فيه جلاء آخر جندي بريطاني من عدن بعد كفاح مرير وتضحيات جسام دفعها المناضلون في مسيرة الكفاح المسلح من دمائهم الزكية وأرواحهم الأبية حتى تحقق ذلك المنجز التاريخي العظيم بطرد المستعمرين وإعلان الاستقلال الوطني في مرحلة كان فيها الوطن العربي يمر بأشد حالات الضعف والانكسار إثر هزيمة 5يونيو1967م المؤلمة.. فكان ذلك الانتصار بمثابة رد اعتبار للعرب بل وإعادة انعاش الأمل المفقود بعد الهزيمة التي أوصلت المواطن العربي إلى درجة اليأس والإحباط من أي نصر عربي على المستعمرين.
لقد مثل يوم الـ30 من نوفمبر 67م ومضة مضيئة في سماء الوطن وأعاد للوطن وجهه الحقيقي المشرق بعد ليل استعماري دام 129 عاماً عانى خلالها شعبنا اليمني في الجنوب ويلات المستعمرين.. لكن عزائم الرجال الأوفياء للوطن وللأمة لم تلن يوماً حتى تحقق على أيديهم هذا النصر الرائع وكان يوم الجلاء يوماً مشهوداً وسيظل خالداً في الذاكرة الجمعية خلود الزمن.. فيه خرج شعبنا من تحت نير الاستعمار البغيض.
واليوم ونحن نعيش أجواء الحوار الوطني الشامل وفي مراحله الأخيرة تطل علينا هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا كنبراس يضيء طريقنا ويدفع العقلاء والغيورين على سلامة واستقرار الوطن وأهله أن يبذلوا قصاري جهدهم للم الشمل وتوحيد الجهود لإخراج الوطن من أزمته السياسية والاقتصادية والأمنية الخانقة.
وعلى الجميع أن يرتفعوا فوق الجراح ويتحملوا المسؤولية بأمانة وإخلاص تجاه هذا الشعب الذي طال صبره في انتظار الفرج على أمل الخروج من هذا الواقع القاتم إلى واقع جديد أكثر إشراقاً يحقق آمال وتطلعات اليمنيين في مستقبل آمن مستقر.. وذلك هو التحدي اليوم أمام كل الخيرين والحكماء والعقلاء وكل القوى السياسية في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة في حياة الوطن وأهله, فهل يكونوا عند مستوى التحدي؟!..
"والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"
منصور بلعيدي
مرحى.. ذكرى الكرامة والأمل!! 1520