منذ أن تعالت أصوات القوى المناهضة للتوافق وبعد أن انكشفت مصادر الدعم اللامحدود والاعتراف بتجوير القضايا الوطنية على حساب المصالح الحزبية والنفوذية ومحاولة العودة إلى الماضي من خلال تلك المفارقات والتناقضات التي تنتهجها بعض القوى وعلى أن الحلول سوف تأتي من بوابة التشطير أو التقسيم أو المحاصصة أو المساومة أو إحداث شروط تعجيزية بعيدة عن الواقع وعن أهداف التغيير المنشود.. فأصبحت هذه القوى تعيش في حالة من الاضطرابات ومن الفوضى والتناقضات في مختلف الجوانب.. فتحاول أن تعيب نفسها وتسخر من أهدافها وتحرض ضد برامجها وسلوكياتها.. من خلال إسقاط عيوبها على الآخرين في ثقافتها وبرامجها وقنواتها الإعلامية, وكأنها تعيش في ماضيها متناسية تلك التحولات وتلك المتغيرات وتلك التوجهات الشعبية والسياسية والحكومية والدولية, فتحاول هذه القوى إيجاد مساحة ونافذة مع بعض الأطراف التي ربما تجمعهم بعض الأماني وذكريات التسلط والاستقواء التي كانوا يستخدمونها خلال فترات حكمهم في العقود الماضية.. فكان من المستحسن لهذه القوى أن تقلع عن ذاكرة الماضي وتبتعد عن المزايدة والمناكفة والانتقام من الوطن ومن الشعب.. فمهما حاولت أن تقف أمام التغيير المنشود أو حاولت أن تتقمص لباس الثورة أو ثوب الاستقلال أو تبني نفحات الثورة المضادة, فالأقنعة قد انكشفت وسقطت وعرف الشعب نوايا وأهداف الجميع..
فيا من تبحثون عن وطن غير وطنكم وشعب غير شعبكم وأرض غير أرضكم.. انطلقوا إلى أسيادكم وسارعوا إلى منابع ومصادر تعاقب أموالكم.. فتقمصوا تقاليد ثقافتكم المستوردة وخطاباتكم المقلدة لعلكم تدركون مدى سذاجتكم واحتقار أوطانكم وبيع كرامة وهوية شعبكم ووحدتكم.. فالتاريخ لن يرحم أحد والمستقبل لن يجامل احد ولم يتحفظ على أحد والشارع اليمني اليوم لن ينخدع من أحد.. لأن الشعب اليمني قد تلقح من الفطرة بلقاح الإيمان بحب الوطن وبحكمة النصر للدين ولليمن والتضحية من اجل القوة والشموخ ووحدة اليمن, فلا يؤثر في الشارع اليمني اليوم خذلان المتخاذلين.. أو قنوات وإعلام المزايدين.. فلقد فاتهم القطار وانكشف الستار وسوف ينتصر اليمن بالحوار وتتحقق أهداف الثورة والثوار.. والله المستعان.
د.فيصل الإدريسي
سقوط الأقنعة!! 1102