يبدو أن المشاهد تتجه نحو الاقتران والشراكة بالمقلوب, نحارب الإرهاب ونأتي بإرهاب أكبر منه.. فكلما استهدفت مواقع للقاعدة بالمقابل هناك من يدفع الثمن وتحصد أرواح الأبرياء من المواطنين ومن الجيش والأمن بالجملة. وتتكبد الدولة خسائر كبيره تقدر بمئات الأضعاف عن ما حققته هذه المعادلة وهذه المواجهة بين الطرفين. فلا شراكتنا مع الأمريكان نجحت في القضاء على القاعدة ولا القاعدة نجحت في القضاء على الأمريكان في اليمن.. وكأن المسلسل ليس له نهاية فأصبحت حلقاته تتأثر بالمد والجزر والطقس المكاني والزماني وعلى حساب بلادنا وشعبنا وجيشنا وأمننا واستقرارنا.. فإذا كانت واجبات الجيش والأمن أن يكونوا حماة للوطن.. لكن للأسف.. الوطن لا يحميهم.. وهذه ربما تكون المعادلة الحقيقية التي لم نجد لها حلا حتى هذه اللحظة.. فأصبح التهرب من الوقائع والتملص من الحقائق.. والتسويق للفشل والعجز والنفاق والخيانة والعمالة هي اللغة السائدة عند الشركاء وعند الفرقاء وعند الطلقاء.. والمتهم هو المجهول..!!
فإذا كانت القاعدة هي المتهم الأول مثلاً, ولها حق التأليف والتفرد بالبطولة, لكن هناك ممثلين, ومخرجين, ومشرفين, ومشجعين, ومعجبين, ومسوقين, فالمعالم إخواني الكرام تشير إلى أن هناك مزجا في الثقافات وخلطا في الأوراق والملفات, فأصبحت الحجج لدى البعض والمطالب والمناقب والانتقام والتجوير والابتزاز والخيانة والعمالة كلها ربما اتفقت على الانتقام من طرف واحد مسالم يحوي الجميع, ويحتضن الجميع, ويتسع للجميع, وينتظر التوافق والخروج بحلول ترضي وتنصف الجميع, ألا وهو الوطن, ألا وهو اليمن, فكان من الضروري جداً أن يتكاتف الجميع ويتوافق الجميع على بناء الوطن, وعلى صيانة وحماية والحفاظ على الوطن والتعاون الخالص والدعم اللامحدود للجيش وللأمن, حتى يتسنى للجميع أن يتوافقون ويتعايشون ويتصافحون بسلام, بعيدا عن الغرور والانتقام والتحريض ضد الأعداء على حساب وطننا وديننا ومصالحنا فالجميع يدرك أن مثل هذه المشاهد وهذه الشعارات وهذه الخزعبلات لا تقدم ولا تؤخر وإنما تزيد من قتامة الأوضاع والمعضلات فقط, والله المستعان.
د.فيصل الإدريسي
حماة للوطن..والوطن لا يحميهم..!! 1282