حتما الصبر والأمل وفهم الواقع تجعل الفرد والأحزاب والجماعات والأنظمة تتحمل كثيراً من الصعاب والتحديات والمكر في سبيل الوصول للأهداف السامية باعتبار المعارك الجانبية قد تعوق أو توقف قطار التغيير ومع ذلك هناك إشارات حمراء تعترض القطار أو القافلة تجبر ربان وقادة القافلة على التوقف والنظر لها بإمعان كونها من شروط السلامة ولوازم المواصلة ومن هنا نقول إن مسيرة اليمن فقط السنتين الماضيتين قد استوقفتها عدة إشارات وفي الانتظار أخرى ونذكر أهمها عسى أن تصل لمن يعي أكثر ممن كتب, فتلهمه شيئا لخدمة البلد ومنها:
* إن التوافق وسيله لإدارة البلد وجمع اكبر قدر من الإجماع الوطني حول الشأن العام بشرط أن يصب في الصالح العام, أما من يستخدم التوافق لهدم المعبد فإنها إشارة حمراء الأجدر الوقوف عندها والتعامل معها بحزم وإقصاء من توافرت الأدلة عليه من الوزير حتى الفرَّاش وخاصة في المرحلة القادمة و على اطراف المحاصصة أن تسلم بذلك ولا داعي للزج بهذه العناصر مرة أخرى.
* ما حصل في وزارة الدفاع جريمة لا تحتمل أن تمضي كسابقاتها والأصل من عملية تأديبيه لكل المتورطين فيها داخلياً وخارجياً ولن تعدم وسائل التأديب التي تتماشى مع ظروف المرحلة أما تأجيل الحسم في المحاسبة فيعني تسويغ لقادم اكثر فضاعه وانتقاصا لهيبه البلد وربما العملية السياسية برمتها لان العزم من الجاني كان موجود قبل وسيظل بعد مالم يجد رادع يحس بلهيبه معنويا وماديا
* حالات الانفلات للسلطة المحلية في المحافظات والانفلات الأمني وتحركات بعض القوى لإنشاء مليشيات مسلحه في الجنوب واستخدام مليشيات أخرى في الشمال تستخدم علانيه في مواجهة مواطنين أبرياء وتحركات المشائخ وقاده العصابات هنا وهناك أصبحت اليوم تحتاج قراراً سياسياً صارماً سواء قبل انتهاء الحوار أو بعده ومالم تكن ضمن مقرراتها وبضمانه التطبيق قبل الاستفتاء على الحوار والدستور فإننا نسير باتجاه المجهول وحرق الأعصاب وخراب الاستقرار والاقتصاد تحت أي مسمى
* إن محاولات وأد الثورة في اليمن لن ترى النور سواء بانقلاب أو اغتيال أو محكمة مزيفة أو تأمر خارجي لأن اليمنيين قادرون على الدفاع عن ثروتهم حتى آخر لحظة وبأي ثمن
وأخيراً: التحاور بين الناس حتى يتفقوا لمصلحة البلد خير من الإصرار على السير نحو المجهول الذي قد يدفع ثمنه من يشعل ناره قبل غيره وهذه هي سنة في الصراعات السياسية..
فؤاد الفقيه
الإشارات الحمراء!! 1337