يتبقى أمام الجهات المسؤولة والمعنية أن تدرك أهمية الفترة وخطورة المرحلة القادمة التي سوف تترجم محصود التوافق والتحفظ والاختلاف مما سوف تصل اليه مبرهنات ونظريات مخرجات الحوار الوطني, التي مازالت بعض القضايا العالقة والتي كانت ربما في مقدمة القضايا التي اتفق الجميع على البدء بحلها بل تعتبر من القضايا ذات الطراز الأول في الخروج من هذه المحنة التي مرت وتمر بها اليمن والمنطقة بشكل عام, فتحاول اليوم بعض القوى التنصل أو التهرب من تحمل مسؤوليتها محاولة في ذلك إظهار وجود الاختلاف وعدم وجود القناعة الحقيقية للوصول إلى حلول وتوافق.. وكأن الحوار لم يحصل فالتعنت الحاصل والإعاقات المتتالية عند البعض.. لم يضع لمثل هذه القضايا وجود ولا واقع ملموس ربما يدخل حيز التوافق والتنفيذ والتطبيق, فأصبحت المشكلة في الأوصياء والقائمين عليها فقط..
ولم تكن تشكل عدالة حقيقيه فيما يتطلع إليه الشارع والواقع والمصلحة اليمنية العلياء.. فالواقع يشير إلى أن الحوار مهما طغى وتفبرك.. لا يمكن لهذه القوى أن ترضخ للواقع وللمصلحة العامة.. حتى وان أجبرت هذه القوى على المصادقة أو شكلت عليهم ضغوطاً داخلية وخارجيه للتوافق والقناعة للتوقيع على مخرجات الحوار الوطني.. فمثل هذه القوى من المؤكد أنها سوف تتجه إلى طرق وأساليب أخرى وتفعيل ملفات تؤثر بها على الشارع تحت مسمى التصحيح أو النكوص والأعراض عن مسمى اليمن الجديد.. باستخدام استراتيجية العودة إلى الماضي بطريقة التخويل والإعاقة والتشويه والفوضى وتعطيل المصلحة العامة فالدلائل والمقاصد تشير إلى أن القضية والمشكلة ليست مطالب وليست مظالم وليست تعويضات وليست اعتذارات وليست تحقيق عدالة والخروج بحل يرضي الشعب والشارع كما كان يفهمه العامة.. قبل الحوار..
فهناك مشاريع دخيلة على الوطن وعلى الشعب وبتشجيع دول صديقة وحنونه لغرض ومحاولة تحقيق أهداف عقيمة على ارض الواقع والنيل من شعب عريق وشعب مكافح ومجاهد وصابر وشامخ شموخ جبال اليمن فالمنظور والمحسوم وتقرير المصير يبقى على عاتق الجهات المعنية والقيادة فقط.. أن تتدخل وتقوم بواجباتها.. وتنتصر لليمن .. فلا نفع مع هذه القوى تحاور.. ولا نفع معها تعويضات.. ولا نفع معها شراكة حقيقيه في الحكم وتحمل المسؤولية.. ولا نفع معها تحقيق العدالة والتوافق والتسوية.. ولا نفع معها الالتزام بتنفيذ بنود المبادرة الخليجية.. فالتحكم بهذه القوى اليوم يستمد من اطراف تهتم بمصالحها الشخصية فقط, فالهدف والغرض والمقصد تنفيذ أجندة محوريه متناقضة مع أهداف ثورة التغيير في اليمن فتحاول الانتقام من الشعب ومن الوطن الموحد, فالشعب يبدو انه قد نفذ صبره وبدأ يفقد أعصابه.. فاذا لم تتحمل القيادة الأمانة والمسؤولية التاريخية والوطنية في فرض هيبة الدولة والوقوف أمام مثل هذه المسلسلات التي تحاول أن تتمادى على السيادة الوطنية وتعطيل المصالح العامة في البلاد ومحاولة نشر الفوضى الفكرية والنفوذية والفكرية والمناطقية وتنفيذ الاغتيالات والاختطافات على حساب الشعب والوطن وإلا فالمخاض عسير والمنقلب خطي, فهل يا ترى سوف تقوم الجهات المعنية والمسؤولة بتحمل مسؤوليتها, أم أنها ستنتظر حتى تتحول اليمن إلى ساحة صراعات مذهبية وطائفيه ومناطقية وعنصريه وتصفية حسابات على غرار الثأر والاعتداءات والمواجهات بين أبناء الشعب الواحد.. في كل المناطق والمحافظات التي ربما تكون الفصل الأخر من هذه المسرحيات المرتقبة.. فهناك لا ينفع الصوت العالي ولا تنفع التدخلات ولا تجدي المناورات.. والحوارات.. والله المستعان.
د.فيصل الإدريسي
اليمن الجديد وعلاقة الحكومة بالقوى المتخاذلة 1381