ربما كتب علينا في هذا البلد أن يكون الألم والوجع من معطيات يوميات وأساسيات حياتنا الاجتماعية والسياسية والمدنية والقبلية والدينية والحكومية, كانت محليه داخليه أو دبلوماسية خارجيه. ربما في اغلب التوجهات والمستويات فأصبحت الأوجاع عنوان الاختلافات. والآلام, عنوان الأنظمة والحكومات. والأنين, عنوان المتغيرات والسياسات. والغيبوبة وفقدان الإحساس عنوان المهاترات والثقافات. وربما الموت في الأخير سيكون عنوان التعصب والخيانة والتشظي والانقسامات. فأصبحت الاختلافات والفوضى والأحداث المؤلمة المتلاحقة يوما بعد يوم وعاما بعد عام ربما أدت إلى فقدان اهم الحواس الضرورية لمعاني الإنسانية والوطنية والتعايش .فالإحباط ربما طغى على التفاؤل. والتقاعس طغى على المثابرة. والفوضى, طغت على الاستقرار. والخوار طغى على الحوار. والمعرقلين طغو على المصلحين. والمتمردين طغو على الملتزمين.. والإرهابين طغو على المسالمين. فمثل هذه الأوجاع المميتة ربما انتشرت وتعددت أساليبها فأصيح الجميع متهمون..ومتقاعسون..ومتخاذلون..ومتآمرون..والجميع, ينتظرون الحلول والإملاءات من الأخرين. فلا أفلحت الحكومة التوافقية. ولا أفلحت الأحزاب الحاكمة والمحكومة. ولا صدقت الجماعات والمكونات المتحفظة المزعومة. ربما اتفق الجميع على الصمت والخذلان. واختلفوا على حب الوطن والإنسان. واستكفوا أن يتعاملوا بالإشارة فقط. بدلاً من حديث التوافق والبناء والوحدة والشراكة والحفاظ على المصلحة العامة. ربما من شدة الألم. المستفحل ومن تأثيرات اللقاحات المتنوعة...فقد منا الإحساس. وفقدت منا القومية والغيرة والهوية ومعالم الدين الحنيف. فأصبحت ثقافة التنكيل والتشويه والاختلافات والتحريض كلها تتعلق بالشحن الفوري وفترة الصلاحية على حساب الملفات التي ربما صعب على البعض الوصول الهيا, وخاصة بعد أن تصدرت ملفات ثورة التغير للعمل بها والتعاطي معها فتحاول بعض القوى الوصية والدخيلة أن تستغل كل فجوه وهفوة للانتقام من النظام والقانون وعلى ملعب المتغيرات المحورية والسياسية والفكرية والعنصرية, التي حلت بالوطن وبدعم وتحريض وتمويل من جهات خارجيه على حساب التوافق والاستقرار ومحاولة إتلاف بعض الملفات التي دونت اتفاقات مع الأنظمة السابقة لمصالح نفوذيه خارجيه وعلى حساب الشعب والأرض والوطن. فهل ياترى سنتعافى من تلك الأوجاع, ومن تلك الآلام؟ في ظل اليمن الجديد. أم أننا سنظل نتعالج بالآلام ونتوهم على أنها أدويه وحلول...حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا. والله المستعان.
د.فيصل الإدريسي
عندما يكون الألم..دواءاٌ 1568