من الطبيعي أن تتدخل القوى الخارجية في شؤوننا الداخلية وتفرض علينا مقترحاتها وتنشر مخططاتها عندما نكون منقسمين ومختلفين ونكون عبئاً عليهم.. وعالة عليهم.. فلماذا ننكر حقيقتنا ونخفي عيوبنا ونسقطها على الأخرين وعلى القوى الخارجية والداعمة.. لماذا نعيب الأخرين والعيب فينا؟ الم نكن في الجنوب نسمى النظام بدولة الاحتلال... الم يكن حراك البيض دعا إلى الكفاح المسلح وطرد الشماليين من ارض الجنوب. آلم تكن جماعة الحوثي تسيطر وتحكم وتعتقل وتبيح دماء المستضعفين.. الم تكن بعض القوى السياسية تعرقل وتعطل كل ما يدعو إلى العدالة الانتقالية وإنصاف وحل القضايا العالقة.. الم تكن القوى المناهضة للدولة تسعى للسيطرة على مناطق وتقتل الأبرياء وإقامة إمارة إسلامية... إذن ماذا تنتظرون.. وماذا تقررون.. وعن ماذا تبحثون.. وعن أي شعب وقضية تتحدثون.. إذن ما هي الحلول بنظركم يا من تصرون على الوحدة.. وما هي الحلول بنظركم يا من تصرون على الانفصال.. فهل يا ترى سوف يعاد سيناريو 94 للمشهد أم إن الوضع سيطغي وتتحول اليمن إلى حرب أهلية وصومال جديد.. فالانفصال محال.. والوحدة بهذه العقلية مستحيل. .والفيدرالية بهذه السهولة منبوذة.. والعنصرية والمناطقية في اليمن مرفوضة.. والطائفية في اليمن على صانعها معكوسة.. فيقو يا شباب واستيقظوا يا ثوار... لقد خذلكم الأصحاب.. وخانوكم الأحباب.. وباعوا ثورتكم للأغراب.. فالحل والعقد ربما بات اليوم بيد الشرعية وبيد الرئيس هادي فقط.. ربما هو الرقم الوحيد الذي يتوسط الجميع ويعرف الجميع وقد عاصر مخرجات الجميع وشاهد على الجميع. .فمثل هذه المشاهد أنت يا سيادة الرئيس من يقررها وأنت من يفصلها فلا تتأخر على القرار الحسم...فالقوى والمكونات اليمنية السياسية ربما فقدت الوعي ونزع منها الإحساس. .وفقدت منها الغيرة والشهامة والرجولة. .وباعت الأعراف والأعراض والقيم والتخطيط والتفكير والتقدير.. للأخرين .. فاليمن والوحدة والثورة ..واليمن الجديد. .أنت من يتحمل مسؤوليتها وأنت من وكلناك وحكمناك. .فلا تتردد. .والله المستعان.
د.فيصل الإدريسي
عندما يخدع الشعب نفسه 1156