يعيش اليمن حالياً على وقع أزمات عدة، فمن مسلسل الاغتيالات والتفجيرات إلى أزمة الجنوب التي تعتبر أحد أهم مفاصل الأزمة السياسية في البلاد، ليس مع انطلاق الحراك الشعبي الأخير في المحافظات الجنوبية فحسب بل شكلت القضية الجنوبية نقطة توتر وصراع على مدى تاريخ اليمن الحديث بعد الاستقلال من دون أن ننسى تفاقم الأزمة الإنسانية, حيث كشف تقرير دولي عن تردي الأوضاع الإنسانية في اليمن وتفاقمها خلال العام الجاري.
كل هذه المعطيات لا تبشر بالخير ولا تجعل اليمنيين يتفاءلون بغد أفضل, بل بالعكس من ذلك تماماً إذ يشعر اليمنيون بانعدام الأمان والاستقرار في بلادهم وهو ما يجعلهم يبحثون عن مأوى آخر خاصة في المناطق التي تشهد توتراً أمنياً متصاعداً من نتيجة قتال شبه يومي.
ومنذ انطلاق مؤتمر الحوار الوطني في اليمن تتفق كل الأطراف السياسية - المشاركة فيه والمقاطعة - على أن القضية الجنوبية هي أهم وأبرز القضايا التسع المطروحة للبحث في المؤتمر.. وهو ما دفع الجميع للتوافق على أن يكون نصف أعضاء المؤتمر - البالغ عددهم 565 - من المحافظات الجنوبية.. وتم تمديد جلسات المؤتمر نظراً لصعوبة التوافق على القضية الجنوبية بسبب حساسيتها إلى أن تم التوصل أخيراً لتفاهمات حولها وحول شكل الدولة الفيدرالية.
وفي الوقت الذي تنشغل فيه النخب السياسية في اليمن بالأوضاع السياسية. يعيش أكثر من 14 مليون يمني وسط ظروف إنسانية صعبة للغاية تبعث مزيداً من القلق الذي تتوالى على إثره تحذيرات المنظمات المحلية والدولية من تزايد تردي الأوضاع الإنسانية في اليمن التي تأثرت بالأوضاع السياسية المتأزمة والاضطرابات الأمنية وكشف تقرير دولي أن النساء والأطفال من أكثر المتضررين من سوء الأوضاع في اليمن.
ويضاف إلى ذلك دوامة العنف التي يشهدها اليمن من قتال متواصل في منطقة دماج بمحافظة صعدة والاغتيالات الأمنية ما ينذر بمستقبل غامض لليمن.
*
رأي البيان الإماراتية
رأي البيان
اليمن ودوامة الأزمات 1333