انقضى العام الميلادي2013م ليؤكد على حقيقة الغناء لجميع الموجودات في هذا الكون الواسع مترامي الأطراف الذي هو بدوره يسرع إلى انقضاء وفناء حيث نستقبل العام الميلادي الجديد في ظل متغيرات ومستجدات شائكة بالغة التعقيد, فعلى المستوى المحلي تبذل المكونات السياسية جهود مفنيه, بغية الخروج بحلول ومخرجات توافقية لمؤتمر الحوار الوطني وسط محتويات كثيرة ومراهنات عديدة بفشل مؤتمر الحوار الوطني الذي يعول عليه الشعب اليمني العظيم الشيء الكثير في كونه إنقاذاً للأمة اليمنية الواحدة من الهلاك والضياع والاقتتال، فضلاً عن كونه فرصة سانحة لالتقاء مكونات العمل السياسي والدفع بوجهات النظر إلى التطابق والتوافق كون المرحلة السياسية الحرجة تدفع باتجاه التوافق في الحلول لمجمل القضايا وتدعو إلى تطابق وجهات النظر لمختلف مشكلات الواقع اليمني المتعثر, الذي يئن تحت وطأة التخلف وأحادية القرار السياسي والتعصب السياسي والحزبي والطائفي والمذهبي، ناهيك عن هموم الشارع السياسي المحلي الذي هو في إرباك حقيقي جراء تعاظم نوايا تفكيك وتفتيت الوطن الواحد الموحد بمسميات الفيدرالية والدولة الاتحادية فالفدرالية صورة من صور التوحد في حالة جمع بلدين غير متوحدين على صيغ الأقاليم والفدرالية, وليس تفتيت وتفكيك الدولة الواحدة الموحدة وتجزئتها إلى عدة أقاليم، فالشارع السياسي المحلي يرفض كافة أشكال وصور التقسيم الجديد الذي هو عبارة عن مؤامرة خارجية قذرة تروم تفكيك الوطن حتى يسهل على تنظيم القاعدة الإرهابي من السيطرة على الأقاليم تحت ضعف الدولة المركزية ما يعطي مبررات للتدخل العسكري على اليمن تحت ذريعة القضاء على الإرهاب لقاء الموقع الجغرافي الحساس.
وأما على الصعيد القومي والعربي، فالشارع العربي والإسلامي في دول الربيع العربي منقسم ويشكو من الفرقة والقطيعة وتأزيم المواقف، ففي سوريا فإن السوريون يقتلون بعضهم بعضاً بكل وحشية وفظاظة وغلاظة دم، وكل طرف يوسع بالطرف الآخر تقتيلاً وعنفاً دون أن تلوح في الأفق بوادر لحل مرتقب، فثمة توازن حقيقي في موازيك الطرفين المتحاربين على نحو أُطيل فيه زمن الحرب الخاسرة للسورين أنفسهم وللأمة العربية والإسلامية والأسرة الدولية التي أمست تمارس حق الفرجة دون أن تتدخل بشتى صور وأشكال التدخل لإنقاذ الأمة السورية الواحدة بحلول توافقية محلية وإقليمية ودولية.
أما ما يتعلق بقضية العرب والمسلمين المركزية والمحورية فإن الفلسطينيون ومعهم العرب وجميع المسلمين يراوحون مكانهم فالأقصى ما يزال أسيراً والكيان الصهيوني يسجل خروقات واسعة للقانون الدولي وللإعلان العالمي لحقوق الإنسان وذلك في التعاطي والتعامل مع الشعب الفلسطيني الصابر البطل الذي أضحى يقتات المذلة ويتجرع الأسى والانكسار في ظل غياب الرؤية الوطنية الحقة للعمل الوطني والسياسي الموحد لجميع فصائل المقاومة الفلسطينية فضلاً عن غياب المشروع الوطني الملهم للمقاومة والإعمار ـ والبناء الشامل لمختلف مجالات الحياة المتعددة.
فمثل هكذا أوضاع ودعنا العام الميلادي2013م وبمثل هكذا أوضاع استقبلنا العام الميلادي الجديد2014م وكلنا أمل بأن يكون عاماً للخير والبركة على جميع الأقطار والأمصار العربية والإسلامية، تنجلي فيه الحقيقة، ونخاصم فيه الخصام والقطيعة وتموت وحدة العنف العربي والإسلامي، حيث نتمنى أن ثورات المجتمعات العربية والإسلامية بمعالم ومظاهر الوحدة ولاعتصام، ومجافاة التشظي والتشرذم والانقسام، كما نسأل الله العزيز المنان أن يجعل هذا العام الجديد عاماً للرخاء والمحبة والسلام في ظل تحسن تام للأوضاع المعيشية للمواطن مع الانخفاض في الأسعار، وأن يلهم قيادتنا السياسية الصواب والرشاد في التأكيد على وحدة الوطن واستعصائه على مؤامرات التجزئة والتقسيم، وأن يجمع الله الكلمة ويلم الشمل.
ختاماً نتمنى أن يكون هذا العام الميلادي الجديد2014م عاماً تتقلص وتختفي فيه الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي من خلال رؤية وطنية بشدة تحد وتمنع الاعتداءات على خطوط وأبراج نقل الطاقة الكهربائية، وتعيق مسألة الاعتداءات المتلاحقة على أنابيب النفط والتقطع للغاز, حتى تتمكن الحكومة من إجراء تدفق الموارد على البنك المركزي من أجل الوفاء بالتزاماتها لطيف واسع من الموظفين بصرف علاوات العام المالي الجديد، وصرف فارق العلاوات للعام المالي المنصرم2013م للمعلمين والمعلمات وكافة منتسبي وزارة التربية والتعليم في ديوان عام الوزارة ومكتب فروع الوزارة في المحافظات والمديريات والمناطق التعليمية والتربوية، ومرحى بالعام الميلادي الجديد وكل عام وأنتم بخير.
عصام المطري
مرض بالعام الجديد 1238