من الإيجابيات المضمنة والمؤكدة أن أهل اليمن مهما اختلفوا ومهما أساؤوا لبعضهم, ومهما قصى بعضهم على الأخر, ومهما تدخل في قراراتهم الآخرون في النهاية يتفقون, وفي الأخير يتصافحون, ويباركون لبعضهم, فلا تستغربوا من هذا المنطق, عند ذلك راهن الكثيرون على عدم اجتماع أهل اليمن على طاولة الحوار, وراهن الكثيرين على تدهور الأوضاع الاقتصادية وانزلاق اليمن في حرب أهلية لا تبقي ولا تذر, وراهن الكثيرون على انفصال اليمن, فأثبتت الحكمة اليمانية والنخوة اليمنية العربية الأصيلة للعالم أجمع..
إن أهل اليمن هم رسل السلام والمحبة, واهل عقيدة وإيمان وحكمة, وأصحاب مبادئ وقيم عريقة, يعرفها ويدركها العالم, تعترف بالخطأ, وتساند الحق, وتنصر المظلوم, وتسمع للجميع, وتنصف الجميع, وتدرك أن الوطن, للجميع, مهما تقولت على وطننا وشعبنا الأقاويل, ومهما طغت العشوائية والفوضى والتحاليل, ومهما تداعت الأمم على اليمن بالتشظي وتمكين الأساطيل, ومهما حاول البعض دعم التشطير والخوض في التفاصيل, المهم
ها هو انقضى الحوار, وتوافق الشعب, وتقارب الجميع, وعما قريب سوف يتصافح ويتعانق الجميع, وانا أذكركم بكلامي هذا, اليمن تتجه نحو الأفضل, فلا تغرنكم شطحات الأبواق الشاذة, ولا تؤثر عليكم تلك الترويجات والشائعات الكاذبة, عن تقسيم الوطن وبيعه فالوطن عالي بأبنائه في الجنوب وشامخ بأحفاده في الشمال, فالجنوب ليس ملك الجنوب, والشمال ليس ملك الشمال, فالجنوب والشمال ملك اليمن, فالوطن واليمن محمي ومصان بجيشة ونظامه قوياً عتيداً بترابة ووحدته وأركانه فعما قريب سوف تندحر وتنكشف تلك الأيادي الخبيثة التي روجت ومولت ودعمت الانقسام والطائفية والعنصرية والمناطقية على حساب الشعب والوطن واليمن ..فلماذا التخوف من النظام الاتحادي أو الفيدرالي؟ بالرغم من وجود ثقافات معارضة لهذه الحلول وهذه المقترحات فاذا أخلصت النوايا فالأمور سوف تتجه نحو الخير والتنمية والتقدم والاستقرار والاعتماد على النفس...فالفيدرالية في حقيقتها ليست حلاً...لكن...ما هو البديل.. ونحن في ظل هذه المفارقات العجيبة والعنصرية المقيتة والفساد المستشري والسباق والاستحواذ المناطقي والدعوة إلى التشطير والتنظير والزج بالوطن في الصراعات التي لا يمكن أن تنتهي فملفات العقود الماضية مليئة بالماسي ومليئة بالفساد المستشري فربما كانت وجهات التقارب والنظر في مستقبل الجميع أن يكون حكم ذاتي وكل يتحمل مسؤوليته والأمور ستظل كماهي طبيعية الشعب واحد.. والوطن واحد.. والجيش واحد.. والرئيس واحد ..فلماذا التخوف إذن؟ وقد نجحت الكثير من الدول في مثل هذه المنطلقات فالميزة الموجودة مع أهل اليمن يختلفون عن غيرهم صحيح.. انهم أصحاب عاطفة لكنهم أصحاب فطنة نعم يتعلمون بعد ما يتألمون وهاهم اليوم تعلموا وتعرفوا وادركوا مصير الأخرين وعرفوا الصح من الخطاء وميزوا بين التحرر والعبودية فأقول لكل من نافق وخان وباع واشترى وتقاعس وماطل واعتداء وخرب وعطل مصالح الشعب.. وحرض.. ودعى إلى التشطير وطمس الهوية وزرع الطائفية والفساد والإرهاب لية أن يتوب ..وعلية أن يعود إلى أحضان الشعب وعلية أن يتخلى عن تلك الصفقات والدعوات التي تدعو إلى الكراهية والعداوة والعنصرية والمناطقية...فاليمن غدا سوف ينتصر والشعب سوف يفتخر. بحكمته عندما يرى الوطن يتطور ويزدهر ويستقر...والله المستعان..
د.فيصل الإدريسي
اليمن الجديد وتجلي الحكمة اليمانية 1432