تغيير حكومة با سندوه أثارت جدلاً واسعاً بين مختلف القوى السياسية في الشارع اليمني بين واقع التصحيح والتهميش. فالبعض يقرأها من واقع الفشل, والبعض يترجمها من واقع الضغط للمساومة والبعض يشرحها من واقع الحفاظ على الحقب الوزارية, والبعض يفهمها انتقاماً من شخصية با سندوه.. المهم ..من هذا المنطلق كان لا بد للجهات المعنية أن تعيد النظر وتدرك سلبيات وإيجابيات حكومة با سندوه والتي أوكلت لها مهام أن تنجزها خلال الفترة الانتقالية فتخللت المدة الزمنية للحكومة الكثير من المهام والكثير من المنجزات والكثير من الإخفاقات, بدأت في تطبيق المبادرة الخليجية وربما ستنتهي في تطبيق وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل واليوم وبعد أن نجح الحوار الوطني باتت حكومة الوفاق هدفاً لبعض القوى التي تسعى جاهدة بدون أن تنصف في محاولة منها لإسقاط با سندوه شخصياً بغض النظر عن الوقائع والحقائق والسلبيات والإيجابيات فبات من الضروري أن تكون الحكومة القادمة التي ستقود المرحلة القادمة ذات طابع مغايراً يختلف عن المرحلة السابقة كانت برئاسة با سندوه أو غيره لأن المرحلة السابقة كانت مليئة ومشحونة بالمتغيرات الظاهرة والباطنة ربما تجلت وانكشفت الكثير من الأحداث التي تعددت مصادرها واختلفت ملفاتها في وقتٍ متلاحق ومتقارب ربما أحرجت وأرهقت الحكومة في التغلب عليها سريعاً فأنجزت الحكومة الكثير وأوجدت الحلول للكثير وتغلبت على الكثير وأخفقت في الكثير من تلك المهام الموكلة إليها, ويتبقى من التزاماتها الكثير يتوجب على الحكومة الجديدة أن تقوم بتنفيذها فالمشكلة ليست في حكومة با سندوه وإنما المشكلة كانت تكمن في تشابك الملفات وضبابية الوضع وعتامة المشهد وازدواجية القرارات.
لكن اليوم ربما الأمور والأوضاع تختلف عن الأمس.. فلم يتبقى للحكومة الجديدة إلا أن تعيد ترتيب أوراقها وتنطلق من منطلق قوة الدولة الجديدة ودعم المجتمع المحلي والإقليمي والدولي, وعليها أن تستفيد من إخفاقات المرحلة القليلة السابقة فالقضايا التي كانت عالقة ومخفية بالأمس أصبحت اليوم ظاهرة وماثلة أمام العدالة, والقوى التي كانت بالأمس تعارض وتحرض وتعادي وتواجه وتطالب بحقوق مشروعة ومشبوهة أصبحت اليوم ربما متحفظة وشبه مقتنعة وموافقه ومتحاورة وموقعه ومشاركة ومتحمله للمسؤولية.. فحكومة با سندوه أو غيرها يجب أن تحوي جميع الأطراف حتى تتحمل مسؤولياتها الكاملة.. فهناك العديد من الوزراء يجب أن يغيروا نظراً لإخفاقهم في عملهم وإداراتهم واقتصار بعد طموحهم وقصر معرفتهم بالواقع, بعكس أولئك الذين أخفقوا في عملهم بسبب فشل الواقع والعجز المرتبط بالإمكانيات والأحداث فيجب أن تكون استراتيجية ومضمون الحكومة القادمة تنفيذ وتطبيق وتحقيق وتعاون وتطلع وتخطيط وتنمية...وأن تكون حكومة عقول وليست حكومة إملاءات ومثول.. فهل تفهمتم ..يامعنيين..؟ فمرحلة التسوية والتوافق والتحاور والانقسام والانفصام والتهور والاندفاع والتخاذل والتقاعس واللعب على الحبلين ولعب الصبيان.. ربما قد ولت واندحرت وانكشفت وافتضحت.. فأصحاب الكفاءات والقدرات والمهارات والإدارات من أبناء اليمن الشرفاء والأوفياء والأجلاء والوطنيون.. يملؤون والله أرجاء الوطن واليمن.. فهل يا ترى ستكون الأيام القادمة مليئة بالمتغيرات والقرارات التي تلبي طموحات الشعب والشارع اليمني في الوزارات والمحافظات والمديريات؟ ..لأن الشعب بات متفائلاً وينتظر قرارات شجاعة وحاسمة وقاصمة ووجوه جديدة.. ..وهمم رفيعة وشامخة.. وعقول نيرة وناضجة وشابة وجديدة.. تتناسب مع اسم اليمن الجديد.. والله المستعان
د.فيصل الإدريسي
متراجحات الحكومة الجديدة..!! 1303