كان ينبغي على القوى التي وقعت على مخرجات الحوار أن تعيد النظر في خطاباتها الإعلامية وبرامجها التصعيدية وعليها أن تثبت حسن النوايا وتتحمل مسؤولياتها التاريخية أمام الشعب والوطن.. وذلك من خلال التوجه العام للدولة الجديدة.. فلا داعي للتنظير ولا داعي للتحريض ولا داعي لاستباق الأحداث والوقوف على المشاهد السلبية التي ربما طغت على المشهد الإعلامي عند بعض القوى.. فنقض الالتزامات تثير الاستغراب والاشمئزاز من تلك الأساليب التي تتخذها بعض القوى كورقة أخيرة ضد الحكومة وضد قيادة الدولة.. وخاصة بعد أن فشلت وافتضحت في كل المشاهد السابقة.. بالرغم من إدراك الشارع العام أن هذه القوى هي من تتحمل المسؤولية في المقام الأول.. لأنهم يحكمون ويشاركون ويقررون ويوقعون ويلتزمون, وعلى أرض الواقع وفي الشارع يناقضون ويحرضون ويتحفظون وكأن الأمور لا تعنيهم...فيا عجباً كيف يفهمون هؤلاء السياسة؟ وكيف يدركون تحملهم للمسؤولية؟ وكيف كان فهمهم للتحاور والتوافق؟.
ربما لم يكن اللوم أو العتاب مناسباً في هذه المرحلة.. لكن من الواقع ومن المنظور.. كيف سيتم تطبيق مخرجات الحوار ومن تحاوروا والتزموا ووقعوا وتحملوا مسؤولية وطنهم تراهم ينظرون بعين واحدة فقط.. وإذا وكلت لهم المهام والمسؤولية يعملون بيد واحدة.. ويمشون برجل واحدة.. وينهجون بعقلية واحدة.. فلا أثرت فيهم الأحداث.. ولا الوقائع.. ولا العواقب.
من هذا المنطلق ينبغي على الجهات المعنية أن تضع وتقدم البراهين والأدلة التي تدين كل التصرفات المخالفة والمحرضة والمناهضة للمشروع اليمني العام من خلال ما تقوم به بعض القوى من أعمال وأفعال وتصرفات تسيء للحوار وللتوافق وتنخر في جسد اليمن الواحد.. فالنعرات والنزغات والتحريضات والتهرب من المسؤوليات.. كانت تقوم بها هذه القوى قبل الحوار وقبل التوافق.. وأصبحت تمارسها بعد الحوار وبعد التوافق.. وكأن الحوار والتوافق كان حبراً على ورق.. ففي مثل هذه المشاهد يتطلب على الجهات المعنية العلياء أن تزيح الستار عن أولئك الممثلين وعن المخرجين والمؤلفين.. لتلك المشاهد العبثية التي تلحق الضرر بالمجتمع وبالحوار وبالسياسة.. والتي أوجدت شرخاً عميقاً في النسيج الحواري اليمني العام.. فغياب وتقاعس الجهات المعنية عن المشهد هو ما أعطا هذه القوى المتغطرسة والمناهضة فرصة للتمادي ومسرحاً للتمثيل.. والهدف منه الانتقام.. والحرص على التشظي.
فها هي التأثيرات الجانبية بانت واضحة في تصرفات المناهضين والمخرفين والمرجفين في العديد من مناطق اليمن.. تراهم في تخبط.. وتلبد.. وتذمر.. وتشويش.. وعداء.. واعتداء.. واستفزاز.. وبسط النفوذ.. وتبني أعمال عنف وتخريب وقتل وتشريد وإرهاب.. ضد الأبرياء وضد الدولة.. عيني عينك.. والهدف واضح ومفضوح...فلماذا الصمت؟ ولماذا التدليل؟ ولماذا التبرير؟ ولماذا الانتظار؟ ولماذا تنظرون بعين واحدة وأنتم قادرون ؟ أفتونا يا قادة ويا مسؤولين.
هداكم الله وسامحكم الله... فلا نزال متفائلين ومنتظرين قراراتكم الشجاعة...والله المستعان.
د.فيصل الإدريسي
عندما ننظر بعين واحدة ونحن قادرون ! 1126