لا يخفى على الجميع ما تمر به اليمن الجديد وخاصة في مرحلة ما بعد الحوار والذي يشير فيه الوضع إلى أن كل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية تسعى جاهدة خلال الفترة القليلة القادمة إلى ترتيب أوراقها وحريصة إلى أن تعيد الحياة والبسمة إلى كل شعب اليمن.. خلال الأيام القليلة القادمة... وهذا بفضل الله تعالى وبفضل أولئك الشرفاء والأوفياء من أبناء الشعب المخلصين.
فمن هذا المنطلق يبدو أن الأوضاع تتجه نحو اليمن الجديد شكلاً ونصاً ومضموناً.. وذلك من خلال التحضير وترتيب الأوراق ومراجعة الملفات التي أدت إلى الإخفاقات والسلبيات والإيجابيات خلال الفترة الماضية فمن الطبيعي أن يكون هناك تغيير وتعديل وتثبيت ودمج وزارات وحذف وزارات وتغير محافظين وصدور قرارات حاسمة وقاصمة ومنعشه وملبية لطموحات الشعب اليمني.. وإنصاف ربما كل القضايا التي كانت معقدة بالأمس القريب ..فالأيام القليلة القادمة مليئة بالمتغيرات ومليئة بالقرارات ومليئة بالتوجيهات ومليئة بالكشف عن مشاريع استثمارية وتنموية عملاقة في اليمن.. لكن هناك بالمقابل بعض القوى تحاول اليوم أن تشكك في التوافق وفي مخرجات الحوار وتسعى إلى طرح أخر أوراقها كمحاولة أخيرة ويائسة في أن تقوم بحشد الشارع وتحريض الضعفاء والماجورين على الالتفاف وعلى التمرد الظاهر والباطن وعلى نقض الالتزامات والعهود والعقود.. فكل ما تم الاتفاق علية من الضروري أن يكون كخارطة طريق تضمن الخروج إلى بر الأمان ومن ثم الشعب هو من يقرر مصيره ودستوره ويستفتى علية.. فلماذا القنوط.. ولماذا التهرب.. ولماذا التخاذل.. ولماذا نسبق الأحداث ونجتهد في تحليل المجهول؟.
فاليمن ..ووحدة اليمن.. ومصالح اليمن.. وشرعية اليمن.. محفوظة ومصانة بأبنائها وبشعبها وبجيشها وبقيادتها وبقواها السياسية والاجتماعية والقبلية والشبابية والثورية.. مهما كانت هناك من متغيرات ومن اختلافات إعلامية.. فقط ..يتطلب منا كشعب وكقوى وكمنظمات وجمعيات ونقابات ومنظمات مجتمعية ومدنية وعسكرية,.. أن نثق بأنفسنا ..وأن نثق بقيادتنا.. وأن نثق بعقيدتنا.. وأن نثق بهويتنا.. وأن نثق بوحدتنا.. وأن نثق بشموخنا ..وفطرتنا.. وإيماننا.. وحكمتنا.. فالعاصفة يبدو أنها تلوح بالأفق وهي على مقربة جداً من سفوح ووديان وهضاب وسماء وأرض وجبال وبحار بلادي اليمن.. فمن المؤكد أنها سوف تستهدف كل من يغرد خلف السرب وكل من يناهض ويعرقل.. وينافق.. ويتآمر.. ويخون ..فاليمن السعيد واليمن الجديد شامخة وعاتية وقوية مثل جبالها ومثل بحارها لا تقبل أن يعيش فيها ولا من يقودها ولا من يحكمها ولا من يتلفظ بأنفاسها ويلتحف ترابها إلا أولئك الأحياء والمخلصين والموحدين.. فاحذروا وتيقظوا وتنبهوا يامذنبين ويا متحفظين ويا منافقين ويا مراوغين ويا معرقلين ...فإما التوبة الصادقة والعودة إلى أحضان اليمن.. وأما الخذلان والتمرد والنفاق وعلى خطى عاصفة اليمن الجديد...والله المستعان.
د.فيصل الإدريسي
هدوء يسبق عاصفة اليمن الجديد..!! 1113