لم تعد الضالع المحافظة الذي نعرفها زمان فقد تغيرت كثيراً وتسللت إليها ظواهر لم تكن تعرفها من قبل وغزاها الخراب والتسيب واللامبالاة
الضالع اليوم ليست الضالع الأمس كان أهلها تواقين للحرية فهم نخب ومثقفون وهناك النشاز وهم قليل ولا يعبرون عن الضالع وأهلها الطبيون.
لكن ونتيجة للإهمال والإقصاء المتعمد وغياب دور السلطة المحلية ومدراء المكاتب الذي تحول دورهم إلى شحن وانتقام واتهامات متبادلة..
إضافة إلى مدراء العموم الذي بعضاً منهم يغذي هذه الظواهر ويتحدث بها جهاراً
المهم إغفال وتناسي والعزوف عن حل القضايا جعلها تتراكم ولم تتحرك السلطة المحلية صوبهم لتعالج القضايا وفق رؤية صائبة, وضع أبجدياتها أبنائها الغارقون في معاناتها والأكثر معرفة بالحل.
اليوم وبعد زمن من القهر وغياب العدالة الاجتماعية اتضح للجميع أن هناك دعوات لفك الارتباط والانفصال وكل يوم تكبر وتتعاظم شيئاً فشيئاً إلى أن وصلنا إلى الحالة الذي يصعب الرجوع عنها حالة من اليأس بعد مخاض طول ودعوات لم تلقَ تجاوب.
مدينة الضالع أصبحت مدينة أشبه بقرية وحالة من الخوف تسودها عندما تزورها ترتعش رعباً من الحالة المزرية التي تعيشها أسواق شبة خالية وطرق مشلولة ونزوح تجاري وحالة أمنية مفقودة وصراع مستمر بين مسلحين وقوات الجيش والأمن والضحية دائماً تكون من المواطنين العزل.
ما يجري في الضالع ليس كغيرها.. مكاتب مغلقة تماماً ولم تؤدي دورها بالرغم أن من يديرها هم من أبناء الضالع وسلطة محلية فقدت حكمتها ومواطنون لم يستوعبوا الدرس.
هناك مسلحون يلعبون بالنار هم أصلاً جماعة طيش انحرفوا عن المسار الصحيح المرسوم لهم من أجل الحصول على الحقوق, فالبندقية لا يمكن أن تأتي بالحق بل تجعله يدمر ويضيع.
هناك عقلاء في الضالع وأصحاب مشروع ناضج لكن لم يعد لما يطرحون قبول لدى جيل قد تمكنت قوى من غرس الكراهة في عقلة سابقاً لتستفيد منه وترى فيه متنفس لتنفيذ مشاريعها ولم يعلم المواطن أن هناك قوى تسعى إلى أن تشعل الحرائق بين أبناء الوطن الواحد.
هناك ظلم ومجازر ترتكب بحق أبناء الضالع لكن هناك من سعى للتفريط بهذا الحق الذي أصبح واضحاً من خلال المعاملة بالندية من خلال الهجوم على المعسكرات والمواقع ويطالون مبنى المجمع الحكومي وحولوا الضالع إلى ساحة حرب ومكان مهجور
الغريب أن مشروع الكفاح المسلح وبناء الدولة يأتي من البعض وليس من الجميع وهو خيار مقرف ومدمر لأن العنف بالعنف يهلك وهم يدركون ذلك ومشروع كهذا الذي يطال كل ما هو شمالي يعتبر خسارة فادحة لأن هناك من هم متعاطفون سيغيرون اتجاههم
أما بالنسبة لمحافظ الضالع وسلطته المحلية هم غارقون ولم يحلوا أبسط مشكلة بل الأمور تتجه إلى التعقيد والفوضى يوماً بعد يوم واستمرار العنف المضاد والقصف والهجوم وسقوط الضحايا وانين وأوجاع الأسر ومعاناتهم لم تنتهي بعد.
صالح المنصوب
الضالع خوف وأوجاع وفوضى لم تنتهي! 1445