من حق الثوار والمناصرين أن يفرحوا ويعبروا عن أفراحهم وعن منجزاتهم وتضحياتهم في الذكرى الثالثة لثورة فبراير الخالدة, بغض النظر عن السائل والمجيب والمنافق والحبيب يتوقع أن هذه المناسبة ستحظى بزخم ثوري يختلف عن الاحتفالات السابقة.. من هذا المنطلق ينبغي على كل الثوار والشرفاء والأحرار أن يتجهوا نحو معالي الشموخ والعزة والكرامة والإصرار والتعبير عن الفرحة والوقوف أمام تلك المشاهد المعادية لليمن.. وذلك من خلال المشاركة الفعالة لإيقاد شعلة الثورة في مختلف الساحات والميادين والشوارع والحارات.. وعلى قمم الجبال القريبة والبعيدة والمنازل والمرتفعات في كل مناطق اليمن.. فعلى جميع مكونات الشعب بدون استثناء أن تدرك أن ثورة فبراير لم تكن تمثل أو تخص قوى معينة أو حزباً معين.. فثورة 11 فبراير ثورة الشعب كل الشعب.. فمخادع ومنافق ومحتال ومتآمر وجبان من يدعي أن ثورة فبراير تخص أو تنفرد بها قوى معينة.. فعلى خطى ثورة فبراير وعلى فضائل ومنجزات ثورة التغير..
ألم يكن الرئيس من عامة الشعب..؟ ألم تكن حكومة الوفاق من كل القوى السياسية من الشعب؟ ألم يكن أعضاء مؤتمر الحوار الوطني يمثلون كل مكونات الشعب؟ ألم يكن ذلك من عدالة ثورة التغير ومن أشراطها ومن منجزاتها فلماذا التباكي على الوطن وعلى الشعب بدموع التماسيح؟ ولماذا التنصل والتهرب من الواقع ومن تحمل المسؤولية عند البعض؟ فلماذا إذن الإعراض ولماذا النفاق ..ولماذا التكبر و التنطع؟
يامن تلهثون وتنكصوا رؤوسكم أمام الأصنام التي لا تضر ولا تنفع.. وتركضون وراء العبودية والمذلة وقد خلقكم الله أحراراً.. ألم يكن الشعب والوطن يطلب الأمن والاستقرار..؟ ألم يكن الشعب والوطن يطلب العدالة والتنمية وفرض هيبة الدولة وقمع المتمردين والعابثين والمخربين والفاسدين والمفسدين؟ ألم يكن الشعب والوطن يطلب من الدولة أن تقوم بواجباتها الدينية والإنسانية والوطنية والتاريخية والثورية تجاه كل أبناء اليمن؟ فلماذا إذن التخاذل ولماذا إذن التقاعس؟ فها هي شعلة ثورة التغير على موعد ميلادها الثالث تناديكم.. وتدعوكم للمشاركة والمساندة والوقوف مع مطالب وأماني وطموحات الشعب.. فاليوم ينبغي على أضواء شعلة ثورة فبراير أن تشدو وتغني وتنهج وتطلب وتنادي وتشدد وتحذر القيادة والحكومة أن تقوم بواجباتها الوطنية وتصغي وتستمع وتنفذ ما تبقى من أهداف ومطالب الثورة والثوار ومطالب الوطن والمواطن وبشكل سريع وعاجل.. فتاريخ 11 فبراير يجب أن يكون يوماً تاريخياً وطنياً لأن هذا اليوم أصبح صمام أمان للشعب وللوطن ولليمن وخاصة عندما تعتريه الأوضاع المحلية والإقليمية وبعض القوى المحلية من التفاف ومن تنصل ومن تخاذل ومن تمرد هنا أو هناك.. فالمشهد بات جلياً وواضحاً يتطلب من القيادة ومن الحكومة ومن كل مكونات الشارع اليمني أن يدركوا أن أهداف ثورة فبراير هي الملاذ الآمن لتنفيذ كل المخرجات وحل كل القضايا والإشكاليات.. فشعلة فبراير ينبغي أن تعلو وتتجاوز قمم الجبال الشامخة وتتجاوز أعالي السفوح والسطوح والوديان.. لعلها تخمد وتنهك وتقضي على تلك الحشرات اللاصقة والملوثة والممرضة والمعدية التي تنتشر وتتربص وتحاول أن تلوث وتشوه صفحات ثورة فبراير الخالدة.. وفي نفس الوقت سوف تضيء وتسطع وتؤمن وتعيد البهجة والانشراح والثقة ورد الاعتبار والتباهي بأولئك الشهداء ومواساة المعاقين والجرحى.. فالتنصير وإيقاد الشعلة بات ضرورياً هذه الليلة حتى يتسنى للشعب ولكل أحرار وحرائر اليمن أن يستنيروا ويشاهدوا عن وضوح تلك المعاني وتلك الإنجازات.. فعلى كل ثائر ومناصر ومتحفظ أن يستشعر قيمة ومعالم هذه الليلة.. وعلية أن يوقد شعلة في أقرب مرتفع ..فإن لم يستطع فعلية أن يوقد شعلة على سطح بيتة.. فإن لم يستطع فعلية أن يوقد بين يدية شمعة.. فإن لم يستطع فعلية أن يبتسم وعلية أن يتفاءل وعلية أن يثق بنفسة وبثورته وبوطنه وبشعبة وبقيادته.. والله المستعان.
د.فيصل الإدريسي
ثورة التغير وشعلة التنصير..!! 1174