يتمثل روح ثورة فبراير بأنها جاءت لترسخ آلية نظام سياسي يقوم على أساس مشاركة كل القوى والفئات في صناعة القرار والثروة وأن يقوم هذا النظام على قاعدة لا غالب ولا مغلوب ونعتقد أن اللامركزية والقائمة النسبية وتمثيل الجنوب والمرأة ستحقق شوطاً كبيراً في تحقيق هذا الهدف.
الحشود الثورية ورسائلها المتعددة
لقد قالت الحشود التي احتفلت بثورة فبراير في الساحات وزينت أسقف المنازل والجبال والوديان بالألعاب النارية والتناصير هي رسالة للداخل بأن الثوار لم تهزهم أعمال التخريب والتثبيط والدعايات الكاذبة وإعاقة الحكومة وأنهم مستميتون في تحقيق أهدافهم كاملة وعلى الطرف الأخر أن لا يستمر في عناده لأنه إنما يساهم في خراب الوطن وارتهانه لخصومه وفي الأخير سيكون هو الخاسر مهما دفع هذا الشعب من ثمن, وأما رسائلها للخارج أننا أصحاب مروع سلام ولن ننجر للعنف الذي تحاولون مع أمراض النفوس أن تقودوا شعبنا إليه وفي نفس الوقت نمد أيدينا للجميع للحوار والمساهمة معنا في صناعة التغيير بعيداً عن الابتزاز ولي الذراع.
التاريخ يعيد نفسه
ما أشبه الأحداث الماضية بأحداث ثورة سبتمبر فمحاولة الحوثية مدعومة ببقايا صالح محاصرة صنعاء ومن خلفهم قوى إقليميه معروفة شاركت في حصار السبعين هي نفس الأحداث والنتائج ستكون نفسها ولن يستطيعوا كسر شوكة التغيير لكنهم يسهموا فقط في المزيد من الإنهاك لوطن مثخن بحقب من الفساد ونهب الثروات والسياسات النتنة التي غرست الكراهية والأحقاد بين مجاميع الوطن الواحد.
المتفرج القاتل
تسويف الأمم المتحدة في معاقبة المخربين والمعرقلين وتسامح رعاة المبادرة والمجتمع الدولي مع الأعمال العسكرية لفئات من الحراك المسلح والحوثية وبمختلف الأسلحة هو موقف المتفرج على قاتل ينتظر متى يجهز على ضحيته فيبارك له أو أن تهرب الضحية وتنجوا من القتل العمد ليبارك لها النجاة وهي في كلا الحالتين متفرج لكن بإثم القاتل.
وبالمختصر:
ليس أمامنا جميعاً إلا أحد أمرين إما ثورة حتى النصر, أو عودة النظام السابق بثوب الإمامة وروح العمالة.
فؤاد الفقيه
ثورة فبراير والإماميون الجدد 1287