لم يتبقى أمام القوى السياسية والمكونات والجماعات في الشارع اليمني ..إلا أن تعلن التوبة الصادقة والخاصة وتلبي نداء اليمن الجديد الأخير بدون تلكؤات.. أو تحفظات.. أو اشتراطات.. أو مساومات.. أو مناورات.. أو مغامرات..
ربما لم يعد هناك بعد اليوم.. اختيارات.. أو الاستعانة بصديق.. أو حذف إجابتين.. فالوضع أصبح اليوم واضحاً وجلياً.
لم يتطلب مزيدا من التحليلات.. ولم يستوعب ولا يستدعي مزيدا من التصريحات والتأويلات.. فالأماني والمواعيد.. والوعود.. والتكهنات تبدو أنها قد اضمحلت.. وتعطلت.. وتوقفت نشاطاتها.. وانحصرت تأثيراتها الجانبية.. التي كانت متسلطة على مواجهة الشعب والوطن.. ربما هذا النداء الأخير لمن أراد أن ينجو ..ولمن أراد أن يتوب.. ولمن أراد أن يحفظ ماء وجهه.. كما هو.. نداء حي على خير اليمن.. لمن يبحث عن استعادة دولة.. ولمن يغامر ويكابر على الحصول على نصف دولة.. ولمن يناضل وينافق للوصول إلى حكم الدولة.. ولمن يناور ويتامر على إعاقة مستقبل الدولة..
فعلى الجميع أن يعيدوا النظر ويتجهوا نحو بوصلة اليمن الجديد والتي منها.. يتم تحديد المسارات والاتجاهات.. وعندها يتم اختيار صحيح الإجابات والعبارات.. وعندها يتم قياس الأحجام والمسافات.. فلا يوجد بعد اليوم مغامرات ولا مسابقات ولا بسط النفوذ والفوضى على حساب التغير وعلى حساب مستقبل اليمن الجديد.. فثورة التغير جبت ما قبلها.. والمبادرة الخليجية ربما شفعت لأنصارها.. والحوارات ضمنت الحقوق والحلول في مخرجاتها.. والمواجهات والصراعات ومحاولة خلط الأوراق وبسط النفوذ قد تم نفادها.. والثورة والقيادة والحكومة ومكونات فئات الشعب قد كشرت عن أنيابها.. والمجتمع الدولي والدول الراعية والداعمة قد حددت مواقفها.. فالقوى التي كانت تراهن على تدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية بانت قصيدتها.. والقوى التي كانت تراهن على خلط الأوراق انكشفت ملفاتها.. والقوى التي كانت تراهن على سلاحها وعتادها وعدتها للانقلاب على اليمن الجديد قامت قيامتها.. فماذا تبقى لكم يامن تبحثون عن السيادة المزعومة؟ وعن الدولة المسلوبة..؟ وماذا تبقى لكم يامن تبحثون عن الزعامة المنبوذة والاستقلالية المنظورة المحضورة؟
من هذا المنطلق ينبغي على جميع القوى أن تدرك أن اليمن الجديد أصبح اليوم غير اليمن بتاع أمس.. فمن أصر على مواجهة الشعب والوطن.. ومن أصر على أن تكون خاتمته معرقل.. ومخرب.. ومناهض.. ومتأمر.. وخائناً للوطن.. فعصى اليمن الجديد أصبحت غليظة.. ومتينة.. وقوية.. ومن خلفها عصي المجتمع الدولي والتي باتت رهن الإشارة عندما تصر هذه القوى على المقاومة أو الاستعانة بصديق خارجي.. لكن لا تزال هناك الفرصة سانحة أمام الجميع عندما يعودوا إلى أحضان اليمن وإلى حضن الوطن.. فهل يا ترى استوعبت تلك القوى نداء اليمن الجديد؟ وهل أدركت تلك القوى أنها عندما تصر على المواجهة والمكابرة ستكون نهايتها وخيمة؟ وربما ستصنع مشنقتها بيديها.. عند رفضها نداء اليمن الجديد.. والله المستعان.
د.فيصل الإدريسي
حيّ على خير اليمن..!! 1264