صفاتهم و أهدافهم و وجهتم الذات و الأناء و الأطماع و التسيد و الثراء والغناء على حساب الضعفاء والفقراء و هم سبب دمار البلاد ومحاربة المخلصين و الشرفاء والأوفياء .
اليمن لا يحاسب فيها المسئول و لا الشيخ ولا النافذ, الفاسدون و الظالمون لا يحتكمون بالقانون و النظام, اليمن يعيش في ظلهم الشعب على التجاذبات و التحولات يميناً وشمالاً مع الجماعات و الأحزاب و يكثر فيه ارتكاب المخالفات, هذا هو حال المواطن في اليمن يستجدي فيه الفاسدون و الظالمون بأن يحصل منهم على النظام مقابل التفريط بكرامته و أملاكه ولا يمكن إعطائه ما يريد في قاموس هؤلاء إلا بالرشوة و الواسطة والمجاملات و لا يمكن أن تتحقق هذه الصفات إلا بنظر المسئول أو الشيخ أو النافذ, شعب يعيش تحت رحمة هؤلاء كيف سيكون مصيره و حياته و لم نجنِ من هؤلاء في بلادنا سوى العبث والفوضى وأعمالنا كلها ارتجال في كل المرافق ومنها أقسام الشرطة والنيابات والمحاكم وما أسهل تنفيذ العسكر والأوامر القهرية في النيابات على المساكين والضعفاء .
الشعب ما بين ظلم المسؤول و الشيخ و النافذ و احتكار التاجر يبيعون لنا الفساد والأوهام و تنشر في هذا البلد الشائعات و توجه لنا الفتاوى يعيش هذا الشعب على الفتن والحروب والأزمات لأن هؤلاء توسعت ذممهم و أطماعهم على غير رغبة و طموحات المواطنين .
لذلك لا تتحقق في بلدنا الأمنيات والمنجزات, شعب يخشى المعلوم و المجهول في وقت واحد.
بسببهم ضاق حالنا وسرقت أملاكنا و تقطع لنا المجرمون في شوارعنا, بكى فيها الأطفال من عدم قدرة الآباء على الذهاب بهم إلى الحدائق وحصولهم على الألعاب, لقد ضاق الحال بنا و حياتنا ميؤوس منها بسبب تعرض بلدنا للسرقة من الفاسدين بما يقدر بـ 5 مليار ريال سنوياً ومديونية اليمن للخارج 6 مليار دولار و نسبة الفساد في بلدنا 100% بسببهم و 49 تحت خط الفقر والأمية 69% و بسببهم اليمن أول البلدان في استيراد الشمع و اليمن ثالث دولة في العالم تستورد المبيدات الفتاكة التي تحرق الأرض و الإنسان وبسببهم اليمن أسرع بلد في العالم في ارتكاب المخالفات, و اليمن أول دولة في ظهور الانفلات , بلد انكمش و تقوقع فيها العالم و المثقف فلا وجود لمسمياتهم أو توجهاتهم أثر و العالم لم يعد له حضور في نفوس و أفكار المواطنين و المثقف انحصرت عنده المبادئ و القيم فلم يعد له خبر إلا لمن يدفع أكثر! ماذا عسانا أن نكون فيه نحن المواطنون في ظل تقدم و تصدر هؤلاء سوى مجموعة من العبيد و أولادنا مكانهم الورش و المطاعم وأولادهم في الكليات والجامعات و المنح موزعة على أقاربهم و لم يبق للمواطن سوى سواقة الباص و الموتور وبيع القات لقد جعلونا نفارق البهجة كباراً وصغاراً حتى لحقت بأطفالنا وكل يوم نحن على موعد مع القدر هذا يقتل و هذا انفجر حياتنا غير آمنة لو سكنا مع هؤلاء حتى سطح القمر, و لأن المسؤول صلاحيته تأتي ممن أوصله إلى موقعه لذلك فهو يخدم مصالحه و مصالح من أوصله و لا هم له سوى تحقيق غاياتهم و رغباتهم و عندما لا يكون المسؤول أو الشيخ أو النافذ انسان في بلدنا تكون حياتنا كلها أحداث و أخطاء وسلبيات من هؤلاء لأن المسئول لا يكفر بتفكير البسطاء و لا يعبر عن أشواقهم ورغباتهم .
لذلك لا توجد لنا علامات للبدء بالتطور سوى بأكل القات و لبس السلاح و الفساد يتصدر حياتنا من يقدم التأخير عندنا في اليمن غير هؤلاء المسئولين و المشايخ و النافذين والظاهر أننا لا يمكن أن نصنع الأمل ونكمل المشوار وهؤلاء عايشين بيننا إلى متى ما انتهينا من هؤلاء العتاولة و أزماتهم المفتعلة مرة في البترول و مرة في الغاز ومرة في الديزل متى نقترب و نتخطى العقبات؟ و نظهر قدرتنا و نسقط الاكتئاب و نواجه المشكلات إلا عندما نقف وقلوبنا مليئة بالإيمان أمام الظالمين و الفاسدين أينما يكونون في مواقعهم لا نخشاهم ولا نخشى شياطينهم و كما في السماء كواكب و نجوم كثيرة تسبح بأمر الله وتضوي لنا و نهتدي بها في حياتنا ما أكثر في اليمن من هؤلاء من نهتدي بهم و يزيدونا أحزانا وآلاماً على خلاف كواكب السماء و هم من يفسدون علينا حياتنا .
و المسئولين و المشايخ و النافذين في اليمن لا يعيشون إلا على مصالحنا و جهودنا التي تضوي لهم دروبهم و مستقبلهم على حساب مستقبل أولادنا و هم لا يعيشون إلا بخداعهم و كبرهم و حقدهم لنا كل شيء أصبح مسخر لهم و كل شيء أصبح على البال في اليمن ولكنه لا يتحقق عندنا إلا بالكلام و هناك آمال تتحقق لنا بالضحك علينا عبر الوعود عبر أجهزة الإعلام و متى كان الإعلام بعيداً عن التبعية للأحزاب و الجماعات طبعاً ستكون اليمن أفضل البلدان لأن هدف الإعلام هو بناء اليمن و بناء الإنسان و كم نتمنى أن يكون الحاكم أو المسؤول من أبناء الشعب المغمورين حتى يعالج مشاكلهم و يحقق أمانيهم و ترك مدة بقاءه للرحمن و ما أعظم الحاكم أو المسؤول عندما تسجل له الخواطر الجميلة و المؤثرة في موته و حياته, و رغم تعدد الدارسين في بلدنا إلا إننا نعاني من إفلاس في القيم و الأخلاق و من التمسك بالدين على منهج الراشدين أو التابعين لقد تعطلت عندنا القوة للإنسان لأن أمامه الجدران بأسلاكها المكهربة التي توقف زحفه لكي يبني مستقبله وأجياله من بعده.
إن الحاكم أو المسؤول قد وضع أمامنا القيود و الحدود أو الانسحاب فعندما يتصور الإنسان أنه يعيش في اليمن وهو يمني الجنسية لا بد له أن يؤمن بأنه مولود مفقود منه إحدى رجليه أو واحده من يديه و له عيناً واحدة لكنه إنسان فقد أحد والديه و القائم على رعايته حيوان هل يمكن أن يكون إنسان ينتج و يبدع و ما أكثر الحيوانات من بني الإنسان المفترسة عندنا التي لا تريد أن تعيش مع الآخرين بسلام و أمان واطمئنان بل حياتها مبنية على القوة في بسط وجودها و على ملاحقة الآخرين و منعها من الاقتراب من محيطها ثم البسط و البطش لمنهم أصغر منها ولمن يقف أمامها أو منعها و يا ليتها تكتفي وتحدد وقت كفايتها وتعطي الآخرين وقت للحياة ولكن الحيوانات لا تعقل و لا تفقه فهي ليست مكلفة بأي واجبات أو مهام و التي ذكرها الرحمن و ميزها في القرآن إننا نقصد اليوم الحيوانات البشرية التي تفقه و تعقل و كلفها الله بالعبادة و الواجبات على سائر المخلوقات, لقد تعددت التسميات و الجهات و المستهدف هو المسكين الضعيف فمن هو؟.
هو المواطن الذي يسلك الطريق الصحيح و الطريق الآمن إنه المواطن الملتزم الذي يسمع و ينفذ يعطي لكي يحصل على الأمان يصبر ويتحمل و يرفع يديه إلى السماء شاكياً يبكي و لا يحقد يتحمل الأذى لكنه يئن فيذم فيقهر, ورغم ذلك يتحسر يضحك عليه ويقتل فلا يرحم, من يسعدنا من يبصرنا من يواجهنا في ظل تصدر الآلام التي يزرعها أمامنا المسئولين و المشايخ و النافذون في ظل صمت المتنورين من العلماء و المثقفين.
ما هي الثقافات اليوم في بلدنا و ما هي الممارسات التي نورثها للأجيال سوى الاستنساخ في بقاء الظالمين و الفاسدين و في أكل القات و لبس السلاح و تقمص الأخلاقيات والسلوكيات المشينة علامات و عناوين تفصلنا عن الآخرين من أبطالها سوى المسئولين و المشايخ والنافذين لقد أجبرونا على القبول بها و جعلوا حياتنا كلها براشيم من المدرسة إلى الجامعة حتى أوصلوها لنا في برنامج الوظيفة و التعامل مع الآخرين, لقد ظلمونا في بلدنا السياسيين و باسمهم نحن أقل حضوراً بين الشعوب لا يقبل الآخرين بقبولنا معهم أو عندهم إلا مكفلين أو متسللين أو هاربين و من تصرفاتهم لا نحصل على ما نريد لأن مواقفنا في بلدنا مهين و عند غيرنا أصبحنا شحاتين .
ربما نحن في اليمن الشعب الوحيد من نساهم في تسلط الفاسدين علينا نعرفهم و نحاول الإكثار منهم بسكوت بعضنا عن أفعالهم بالمدح و الثناء لأن بعضنا جبناء و رغم ما قدموه لنا من مخاطر نخرس ألسنتنا و نستبدلها بالدموع و نكون أول من نضحك على أنفسنا ما يحدث في بدلنا انهيار للقيم و المبادئ و للضمير تتزعمه مجموعات في المجتمع مجموعة السياسيين والمسئولين والمشايخ والنافذين والعملاء بعبثهم لنا و جماعة العلماء و المثقفين بصمتهم على ما يجري في بلدنا و نحن و جماعة الشعب المستهدفين اليوم .
كل القيم تتراجع في سبيل زيادة الرصيد عن المسئولين و المشايخ و النافذين و إذا كان اليمن يهمنا لا بد لنا من التحقق والتحصين و فتح الملفات و الأبواب على كل الشخصيات التي تخدم نفسها و تخدم أحزابها و الجماعات بدلاً عن خدمة الشعب والبلاد و متى و من أين اكتسبوا هذه الممتلكات والأموال و كيف تم الحصول عليها .
يجب أن نعترف أن من يستطيع تقديم الكثير لليمن و هم اليوم بيننا بدون مقابل إنهم المخلصون من المواطنين و العسكر المساكين و الموظفين دون المدير و المغتربين و إذا كانت هناك من شهادة تقدير واحترام لمن يخدم بلده بإحسان فأول من يقال لهم الضعفاء و المساكين من المواطنين ومنهم المهمشين المنظفين للشوارع و الحارات هم هؤلاء أول من يستحقون أن يطلق عليهم أول المواطنين و من أولئك العسكر المرابطين على قمم الجبال و المغتربين .
إن المسؤول و الشيخ و النافذ هم هؤلاء الذين تسلقوا باسمنا الجبال و استولوا على التلال وعلى شواطئ البحار و أرادوا اليوم أن يقطعوا حتى الصلات ما بين الجنوب والشمال و يقطعون أحاسيسنا و التواصل و ينسون أنهم سبب الدمار و هم سبب البلاء حتى طغى على بعضنا الآلام و الأحزان حياتنا كأنها مرتبطة بالرقم والعدد هذا قتل و هذا انتحر و حتى أكلنا اليوم أصبح الزبادي و الروتي و الشاي و لم نأكل يوماً أو نعرف المخللات والأجبان والمكسرات لأن الحيوانات التي تتقدمنا في الموانئ و المطارات لحاجاتهم و للكماليات و نحن من ندفع الضرائب وهم من يقومون بالتحصيل و ترسل عبر الصرافين لصالح أنفسهم فلماذا لا نعيد النظر في الأسماء و الأبراج هذا مسئول و هذا شيخ و هذا فاسد و هذا نافذ و هذا تاجر محتال و هذا مهرب و خائن في الاستيراد و متى تكون عودة الروح و نعادي المجرمين و تكون عداوتنا بألا نلتقي معهم بالحوار أو بالكلام أو حتى أثناء الانتخابات و لن يتحقق لنا الطموح أو نستطيع الحصول على الجواب إلا بذهاب الفاسدين من البلاد و لو فكرنا في سلامة بلدنا والله.
إن الاحتلال أفضل لنا من هؤلاء و مفارقة الحياة لأن الإبداع توقف والقنابل هي الأزهار عندهم ويقول لنا المثقفون و العلماء و المناضلون و الوعاظ بأن الأجنبي هو العدو لنا و الملاحظ أنهم بعيدين عننا المصيبة أننا لم نستطع توفير الحياة التي يحلم بها أولادنا و لكي يعيش هذا الشعب يا رب زيل كل الفاسدين ... اللهم آمين .
محمد أمين الكامل
اليمن بلد المسؤول والشيخ و النافذ 1282