يبدو أن التحركات الاستفزازية لجماعة الحوثي وإصرارها على بسط النفوذ وتدمير وطمس كل شيء يقف أمامها حتى ولو كانت مساجد ومدارس تعليم القران والسنة.. المهم كل همهم كيف يتواجدون وكيف يصادرون الحقوق العامة والخاصة وكيف يسيطرون على أكبر مساحة ممكنة على أرض الواقع؟.. فلا أثَّر فيهم تصدي القبائل لمشروعهم.. ولا التزمت واحترمت الاتفاقيات القبلية والرئاسية.. فأصبح سعيهم ونفوذهم وتمردهم بنظر سيدهم مشروعة.
وعندما تقوم القبائل بالدفاع عن حقوقها ويتم تضيق الخناق عليهم عندها تتواجد الدولة وتكتفي بوساطة وتصريح.. دعوهم فإنهم ممتثلون! وهذه أخر مرة لهم.
ربما أصبح الجميع يدرك مشروع جماعة الحوثي القادم وهو "لابد من صنعاء وإن طال السفر" وخاصة عندما حظيت بتعاطف وتحفظ ودعم من بعض القوى والقبائل التي فقدت مصالحها في مناطق التماس.. عند ذلك أدرك الحوثيون أنما يحققونه اليوم ربما فرصة لا تعوض وخاصة عندما تكون الدولة متساهلة ومشغولة ومتغاضية.. لأسباب غامضة لا يدركها الكثيرين.. ففي مثل هذه المفارقات جعلت الكثيرين يشككون في مسؤولية الدولة وخاصة في مثل هذه الخروقات والاعتداءات المتواصلة التي تقوم بها جماعة الحوثي.. وعلى إطلاع الجهات المعنية.. فالتكهنات ربما تشير إلى أن صمت الدولة يشير إلى العديد من الاحتمالات التي تقف أمامها الدولة خلال هذه المرحلة بالذات.. قد ربما تلاقي الجهات المعنية ضغوطات داخلية وخارجية تمارس للتعاطف وتحقيق مكاسب لجماعة الحوثي على أرض الواقع.
وإما أن تكون الدولة جعلت من جماعة الحوثي بعبع أمام دول الخليج حتى لا يتخلوا عن اليمن في الوضع الحالي.. وربما صمت الدولة أمام تصرفات جماعة الحوثي ربما يهدف إلى إزالة العوائق التي تقف أمام الدولة المدنية الحديثة في المستقبل وخاصة القبائل التي تمتلك الأسلحة المختلفة في مناطق التماس.. وربما أيضاً إيصال رسائل لبعض القوى للتنازل وللمرونة وإتاحة الفرصة لتقبل الأخر.. وربما استدراج جماعة الحوثي وتهيئة الأجواء أمامها وتطميعها بدخول صنعاء ومن ثم سيتم محاصرتها وإفشال كل مخططاتها داخل العاصمة وبأقل تكلفة.. وهذه المصيدة وهذه الجولة ربما ستكون هي الضربة القاضية لكل المعرقلين والمتسولين والمناهضين لمشروع اليمن الجديد في ملعب واحد..
من هذا المنطلق ربما لم يتبقَ أمام جماعة الحوثي إلا ورقة واحدة فقط.. عليها أن تسارع إلى إعلانها التخلي عن العنف والسلاح وعليها أن تدرك أن رسالتها قد وصلت إلى الجميع في الداخل وفي الخارج.. وربما أصبحت تحظى اليوم بتواجد سياسي أكثر من أي مرحلة سابقة.. ينبغي عليها أن تفوت الفرصة أمام المجتمع الدولي والإقليمي واليمني وتحافظ على تعاطف الدولة معها حتى هذه اللحظة.. فغير ذلك حتماً سيتفق الجميع ضدها وسينقلب السحر على الساحر.. والدولة لا يمكن أحداً أن يسحرها.. مهما كانت مشغولة أو متعاطفة أو متساهلة.. في الأخير الغلبة للدولة. وللشعب.
فالحوثيين وغيرهم لم يلبثوا أمام اليمن الجديد إلا بضع ساعات فقط.. إذا أصروا على المواجهة مهما كابروا ومهما عاندوا ومهما غامروا.. ومهما توافدت عليهم الهبات والعتاد والسلاح من الدول المناهضة لليمن الجديد.. فهل يا ترى ستدرك الدولة تلك المشاهد وتلك المتغيرات وتلك المغامرات.. التي تقوم بها جماعة الحوثي طوعاً وكرهاً ..؟وهل ستدرك جماعة الحوثي ما يحاك وما يدور وما يتم تحضيره من قبل الدولة والمجتمع الدولي لمواجهتها ولردعها.. فقط.. المعنى في بطن الشاعر.. والدولة هي من ستقرر وهي من ستواجه.. لكن.. لها اختيار الزمان والمكان.. والميدان.. والحكم.. والله المستعان.
د.فيصل الإدريسي
دعوهم فإنهم ممتثلون..!! 1213