الذئب الحقيقي عند (الجوع ) يسرق لقمته فقط
بينما الذئب البشري عند ( الشبع ) يسرق لقمة سواه
1
لا يوجد ذئاب بشرية
و لكن يوجد بشر ذئاب
فلم نسمع يوماً عن ذئب نجح في دور الإنسان
لكننا سمعنا كثيراً عن بشر نجحوا نجاحاً باهراً في دور الذئاب
و لم نسمع عن ذئب ارتدى قناع إنسان
لكننا سمعنا عن إنسان ارتدى قناع ذئب
و لم نسمع عن ذئب نهش ذئب
لكننا سمعنا عن إنسان نهش إنسان
و لم نسمع عن ذئب سرق ذئب
لكننا سمعنا عن إنسان سرق إنسان
2
الذئاب لا تصبح بأي موقف من المواقف بشر
لكن البشر يتحولون في الكثير من المواقف إلى ذئاب
و البشر الذئاب أشد خطورة علينا من الذئاب الحقيقية
لأن مخالبهم ليست في وجوههم, ولأن أذنابهم ليست في ظهورهم
فنعاني لأننا نتعامل معهم كبشر فلا نتخذ منهم حذرنا
و نفسح لهم في حياتنا مساحات بيضاء
و نمنحهم من الثقة الكثير
فنتقاسم معهم الحياة و التفاصيل ... و اللقمة
3
و هناك من لا يعني له اقتسام اللقمة شيئاً
ففي زمن كهذا الزمن الذي كثرت ملذاته و خيراته لم يعد للعيش و الملح أهمية لدى الكثيرين
و لا أحد تسعفه ذاكرته عند الغدر أن يتذكر العيش و الملح و اللقمة المقتسمة ذات ذكرى
ووحدهم الأنقياء الذين يتبادر إلى ذهنهم ذكرى العيش و الملح
عند أول ثقب لخنجر الغدر في ظهورهم
4
و البشر الذئاب لا يستوطنون الغابات
فالغابة لا تحتوي على أحلامهم و مطامعهم
و لا توفر لهم من الفرائس ما يشبع جوعهم و يسد نهمهم
لذا..، فهم يعيشون بيننا...، يستوطنون أحلامنا...، يتغلغلون بأعمق تفاصيلنا
يجيدون دورهم ببراعة غير قابلة للشك و التأويل
لهذا فــ(عضة) الإنسان الذئب أشد على الإنسان من عضة الذئب
لأن الإنسان الذئب لا يُمزق الجسد...، يمزق الروح و تشوه الروح أشد قسوة على النفس من تشوه الجسد
5
الذئاب البشرية نماذج كثيرة :
ذئب مثقف
يصطاد بقصائده ببراعة, و يمنح مفتاح عالمه الوردي لكل من هب و دب من الفتيات و النساء المعجبات ...!
ذئب تربوي
علاقاته اللاتربوية بلا حدود...، و ليس للتربية في سلوكياته أثر!.
ذئب مسعور
الجنس هاجسه الأول..، لا يردعه عن ممارسته أي شيء و لا يفرق بين ضحاياه ...، فهو يروي عطشه حتى من محارمه!.
ذئب موظف
يعتلي كرسيه و يجاهد كثيراً ليبدو رجلاً و إن كانت رتوش وجهه تفضح الكثير, و في المساء ينضم إلى قائمة قوم لعنهم الله في كتابه!.
عبد الوارث الراشدي
ذئاب....!! 1334