إلى متى يستمر .. وإلى متى ننتظر .. وهل من منقذ أو مجيب؟ لقد ظلت الأفراح من بعد أن كان البرع والرقص على الطاسة والدف والمزمار ومنذ أن تم ظهور الفضائيات ونشر التجاوزات ومنع سيطرة الدولة على المشايخ والوجاهات, والسماح بتجارة المهربات وارتكاب المخالفات والاستيراد مخالف للمواصفات واستبدال زراعة شجرة القات بدلاً من الاهتمام بالخضروات وفتح محلات بيع الرصاص والسلاح.
اختفت الأفراح وسرقت مننا الأعمار، لأننا نواجه الساسة في الأحزاب والجماعات والعلماء والمثقفين الذين ابتعدوا عننا كثيراً واستضعفونا واستغلونا كشعب باستمرار الصراع بعيداً عن مصالحنا والذي أنهك فيها الشعب والبلاد وإحباط رؤية الشباب في بناء الدولة بعيداً عن الرشاوي والوساطات والوجاهات مالم فليس لنا في اليمن سوى قياس حالنا مع برامج أحزابنا وما تقوم به الجماعات من أعمال أضرت بها الشعب والوطن ولابد من أن نقيس وضعنا على أكلاتنا الشعبية التي كانت مصدر غذائنا في فقرنا وبقائها اليوم في ظل سياسة الأحزاب ومن فقر زمان إلى حاضر الأيام و"العصيد والمطيط والمعصوبة" مازالت حاضرة ووضعنا عجين مع "الشتوءة" في كل أمورنا وشعبنا يعيش على هذه الأكلات من زمان ولربما ما استطاع غيرنا أكلها والتي تأصلت في توجهات القادة والساسة ديمقراطيتنا عصيد وعجين والدين عندنا نعصده عصيد والإدارة عندنا عصيد وعجين, ومشاريعنا عصيد, وحالنا عصيد في عصيد, في جميع مناحي الحياة.
اليمن نمهده مهيد والشعب نعجنه عجين, حتى تنفخت بلادنا وبطوننا من كثرة الشتوءة للروتي وأصبحنا وأولادنا أمراض لأنه لا رقابة على المخابز وليس لعملها حدود أو معايير, ومن سوء الإدارة لم نفلح في سياستنا أو صناعتنا صناعة التجميع وزراعتنا مزارع المسئولين المصروفة لهم القروض على حساب المزارع المسكين وأكلنا القائم على المواد الحافظة والمبيدات وشربنا المخلوط بالكلور والشوائب لا شيء في حياتنا جميل لأننا نعصده ونعجنه عجين ولا شيء نحصل عليه سليم، وأكثر شيء عندنا ضرب إبر الأنسولين، من الحالة التي نحن فيها.
اليمن من عهد الدويلات ومن بعدها حكم الأئمة والمشيخات والاستعمار لم تفارقنا الأحزان ولا الآلام ولم نبلغ في حياتنا حتى مع ظهور الأحزاب والجماعات وبرامجهم سوى جمع الأصوات والاستهتار والاستعراض بالمليشيات ولم نصل معهم إلى علوم الدنيا ونعيمها أو علوم الآخرة وثوابها سواءً ممن يدعون قرب الخلافة أو من يستعجلون ظهور المهدي أو من دعاة التحضر والمدنية, من دعاة العلمانية ومن أكل المعصوبة للحزب الاشتراكي واستمرار الصراع على السلطة بين الطغمة والزمرة واستغفالهم للعمال والكادحين من سنة 60م إلى 90م إلى عصيد حزب الإصلاح واستخدام الدين وسيلة للوصول إلى السلطة تحت شعار شريعتنا عزتنا والعمل مخالف وبحسب توجهاتهم إلى مطيط حزب المؤتمر وغياب بناء الدولة التي يحلم بها المواطن بعيداً عن أسرنا بيد الشخصيات وتجاذباتهم التي أضرتنا وأخرتنا كثير، كلهم عجنوا الشعب وعصدوه عصيد ، اليمن غارقة في بحور جماعة العصيد وجماعة المطيط, وجماعة المعصوبة وملحوق معهم جماعة الناصريين والبعثيين الذين يبحثون بعد مصالحهم مع الداخلين والخارجين، اليمن في ذمة الأحزاب والجماعات التي تعصد وتعجن الشعب والبلاد، والحمد لله أن الشعب مشهور في أكله للعصيد وللمطيط وللمعصوبة حتى انعكس أكلنا على جميع أمور حياتنا وبرامج أحزابنا وأصبحت سياستنا عصيد ونتيجة لذلك عجنوا الشعب وعصدوه عصيد وما استطاعت المكونات السياسية في اليمن تقديم برامجها على أرض الواقع أو تطبيق أي شيء يفيد الشعب والبلاد لأن طموح قادتها ومفكريها هو الوصول إلى السلطة والاستحواذ عليها بقوة الحقد والسلاح وفي اليمن الأحزاب ليس بالضرورة تنفيذ ما يكتب من برامجها وما تقدمه في خطاباتها والاحتفالات بقدر ما هو إعلان ودعاية يخدع بها جمهور المواطنين والناخبين من الضعفاء والمساكين، إن الأحزاب في مجموعها في اليمن سياستها سياسة تجهيل وخداع للمواطنين والمتابع للأحزاب اليمنية يجد أن أقدم حزب في اليمن ربما الحزب الاشتراكي وأقدم تنظيم تنظيم الإصلاح ومن بعدهم الناصريين والبعثيين ثم حزب المؤتمر الشعبي العام لم تنجح هذه الأحزاب في بقاء مدة التحالفات فيما بينها لأن مقاصدهم ليست في تصحيح ما أفسده الزمان من ظهور للفاسدين وما تم بسببهم من استيطان للأحزان والآلام والبؤس والحرمان في بلد الحكمة والإيمان نتيجة أطماع القائمين على رعايتنا الذين لا هم لهم سوى تحقيق مصالحهم ومصالح أحزابهم, ولأن تلك الكوادر المتنقلة بين الأحزاب لم تأتِ بما هو جديد لأن فكرة العصيد هي البرنامج المشترك فيما بين كل الأحزاب والجماعات والأمور فيما بينها متشابهه في النهج والتوجه وإن اختلفت التسميات من خطط وأفكار هي بعيدة كل البعد عما وصل إليه الإنسان من حولنا في دول الجوار من العدل والأمان والعيش بسلام والاطمئنان بدون هم الكهرباء أو انعدام الماء, أو ارتفاع الأسعار أو جور المسئولين والمشايخ والفاسدين على الضعفاء والمساكين، لقد أحرمونا الأحزاب من التمتع بما تتصف به بلادنا من النعم والخيرات وافقدوا علينا الساسة في الأحزاب والجماعات أخوتنا وجعلونا شيعاً وأحزاب وأفرغوا من قلوبنا المحبة وجحدنا لكثير من النعم وأدخلوا في نفوسنا الرهبة والخوف من بعضنا البعض وطمسوا في عيوننا البينات، صراع بالقنابل والمتفجرات، قنوات وصحف تحرض وتنشر لنا الشائعات، عناد وأحقاد وخداع للناس واستعمار جديد يفرضه علينا إخواننا باسم المدنية والدين بالقتل والتشريد والإرهاب والإقصاء والتخوين، اليمن بحاجة إلى المخلصين والشرفاء والأوفياء البعيدين عن هيمنة الحزب والجماعة وتأثير القبيلة، حرام عليكم أيها الأحزاب والجماعات ما يدور في أرض السعيدة، أرضنا مثل المائدة لماذا التشتت والصيد في المياه الراكدة، يا من تعيشون في أرضنا على الفساد أرباحكم كاسدة هدمتم بيوت العز يا من أنتم أصحاب العيون الحاسدة بسببكم كل شيء باليمن خاربه، العدالة معدومة والثروات مهدورة من يحل المعضلة، الجيش والأمن والمصالح موزعة مع الأحزاب والشعب مهجر ومشرد من الجماعات، الكارثة مقبلة والشعب صابر والعالم من حولنا يحذر من عواقب الانفلات، لا تسكتوا يا أحرار اليمن لا ترضوا بعيش المذلة والفناء ولن تفنى الليوث والأسود وسوف تخرج من مكانها وتطرد النعاج والعجول السمان مهما طالت مدة الكسوف والخسوف والظلام.
ظواهر وسلوكيات غريبة نشأت في بلدنا منها التجمعات المسلحة والتقطعات بسبب عدم وجود وسائل الحماية من الأخطار أو برامج وقاية للبيئة والتخفيف من الأوبئة ومتى ما كان المواطن ليس مطالب بالرشوة أو الأجرة في المحاكم والنيابات والأقسام وحامل السلاح خارج عن النظام والقانون ومعاقب عليه والغش في المدارس والجامعات إجرام, والجزار والحلاق والطباخ لديه شهادة في مهنته ولم نتعرض منهم للأمراض وصانع الأغذية والكيك والحلويات مراقب ولديه رخصة مزاولة ومطالب بالجودة، ومنع مضغ القات أثناء مزاولة الموظفين لأعمالهم، والالتزام بقواعد السير في الشوارع ورمي القمامة في أماكنها، وممنوع بيع الأغذية المكشوفة بالشوارع وأمام المدارس إلا بالمواصفات، سوف تكون لدينا القوة والعزة, والإصرار بالحب والمحافظة والافتخار ببلدنا وما وصلت إليه من تحضر نشعر حينها بأن الدولة حاضرة، وهل تستطيع الأقاليم تغيير ما أفسدناه بأيدينا وسكوتنا؟ وهل ستوقف من تلطخت أياديهم بالظلم والفساد، اللهم بصرنا وقوي أبصارنا وأبقي علينا ملكات عقولنا وعدم انحرافها عن رؤية الشرفاء والأوفياء والمخلصين، اللهم آمين.
محمد أمين الكامل
وضعنا في اليمن..! 1326