مالا يدع مجالاً للشك هو أن القتلة في اليمن يعملون من مطبخ واحد فعندما تأزم وضع الحوثيين على أبواب عمران قام قتلة الجنوب بمجزرة نقطة الريدة بحضرموت الساحل وملتهم واحدة هي استباحت الدم اليمني سواء كان مواطناً أو جندياً لأغراض سياسية وأياً كان الفاعل في الجنوب فقد تكررت عمليات التنسيق بينهم والضحية المواطن والجندي الذي لاحول له ولا قوة.
وهنا وللتاريخ ومهما نقول عن ضعف الحكومة و تردد الرئيس وقيادة الجيش في حسم هكذا خيارات تقتل الجيش في معنوياته وتجعله الحلقة الأضعف في سلسة الصراع بين الفرقاء فإن الجاني لن يفلت من العقاب الالهي وسيأتي اليوم الذي يقتص منهم وعلى الملأ لأنها عدالة سماوية نحن مؤمنون بها ولكن على قادة الجيش اليمني أن يعوا أن كل لحظه تردد تسقط عشرات الأرواح لأن القاتل بلا ضمير وإن كانوا اليوم وبعد كل الدماء والمراحل التي قطعتها الثورة والتسوية غير جاهزين لمواجهة عصابات تقتل الجيش نفسه فالأحرى أن يتركوه ويدعوا غيرهم يتحمل المسؤولية فقد سئم الشعب التبرير لهم وارتوت الأرض من دماء وأشلاء وحطام أجهزة الأمن والجيش و الاستخبارات بما يكفي لزرع آلاف القيادات التي ستلاحق الإرهابين والمجرمين في كل شبر من أرض اليمن وخارجه .
*خيارات الثوار
بعد سكوت طويل تتحرك فيه الدبابة من مران إلى همدان وأرحب وكأن اليمن لا يملك جيشاً ولا أمناً ولا قوى استخباراتية وتتوعد بأن تقتحم عمران وتفرض شروطها وتجرف في طريقها المنازل والمساجد والمدارس والمزارع وتقتل النفس وتصادر الممتلكات لكل من يخالفها و الأسطوانة الأخرى في الجنوب تحاصر الشركات وتفجر الأنابيب وتقتل الجيش والأمن وتخوف محبي الوحدة وتقتلع آمال الوطنيين فإن خياراتكم أيها الثوار اليوم لم تعد مشرعة الأبواب وأصبح الدفاع عن مكتسبات ثورتكم هو الخيار الأوحد وإلا فإنكم ستتساقطون.
أما مؤامرات الداخل والخارج لصالح خيار العمالة كما تساقطت قوى الثورة في مصر أمام العسكر وصحيح لن تكون التجربة في اليمن مماثلة لكنها ستأخذ أشكال أخرى وفي النهاية تبتلع الأضعف فالأضعف مهما بعد أو قرب من المتآمرين وسيبقى وحدة صاحب التنظيم الأقوى إما رقماً صعباً لا يستبعد وإما حجر عثرة أمام المتآمرين وليس حلاً إلا التوحد والمواجهة الجماعية والشعبية لإفشال مخطط تفريخكم أولاً ومصادرة الثورة ثانياً والحكيم من اتعظ بغيره.
فؤاد الفقيه
القاتل واحد والخطر واحد 1299