يظهر لنا جلياً اليوم أن العزوف عن المواجهة الحقيقية لمظاهر الاختلالات التي تقوض العملية الانتقالية باليمن ضعيفة بما يسمح بمزيد من التدهور الأمني وكذلك الوضع السيادي للدولة في اليمن ....يعرف في الكثير من دول العالم أن أي مسيرة مسلحة تعد تهديداً صريحاً للدولة وتمرداً جديداً يفرض نفسه بالقوة البشرية المسلحة.
نشهد الكثير من الخروقات الواضحة لحركة الحوثي وأخرها في عمران وسبق لنا أن حذرنا يوماً أن الفتوحات الحوثية المسلحة بعد تحقيق أول فتح حوثي لها في دماج واستمرت الفتوحات وها هي تصل مشارف العاصمة وسياسة دولتنا الحكيمة تصرخ بأن صنعاء خط أحمر ....ولكنها نست أن صعدة والجوف وعمران وأرحب وهمدان سالت فيها دماء الأبرياء مشكلة من اللون الأحمر وليس خطاً واحداً، الدولة مصرة على عدم المواجهة قد يكون برأيها حفاظاً على الأرواح من السقوط لكنها بذلك أيضاً تمهد لمزيد من التمرد ضد نظامها وضد المرحلة الانتقالية، نلاحظ أيضاً أن أعداء الأمس أصبحوا حلفاء اليوم مقدمين لحركة التمرد الحوثية مزيداً من التسهيلات البشرية والعتاد العسكري الثقيل وهذا الحليف اليوم هو النظام السابق وذلك لتصفية الخصوم، مراحل عدة تعجز دولتنا عن توجيهها لمسارها الصحيح ومنها أيضاً أن صراع شمال الشمال قد يذهب بالجنوب لتحقيق مشروع الانفصال لأن الدولة مجبرة للهروب بعيداً عن المواجهة بالشمال وتركها شمال اليمن مسرح ليتصافى الجميع ولكن بطريقة جديدة ليس بتنفيذ مخرجات الحوار ولكن بالمواجهة المسلحة بين جميع الأطراف، أيضاً ما يجري في الجنوب هو تصفية للجيش اليمني ولا نعلم لماذا تتم هذه التصفية؟ ويضل الجميع يدين ويستنكر ويشجن وبالأخير يندد.
إذاً اليوم التدهور مستمر ومن بيده القرار يتوجس خيفة الاحتراب ولا يعلم أن أخر الانتظار والتمهل قد يكون السقوط!.
معين عبدالله الباشا
الدولة..إلى أين؟ 1391