من المعلوم أن يكون لكل سؤال جواب.. ولكل مشكلة حل.. ولكل داء دواء.. ولكل مسألة ومعادلة حلولا ونواتج. .فالأسئلة ربما أصبحت أجوبة شائعة ومتداولة في الشارع اليمني.. وأجوبة مخفية عند القيادة والحكومة والأحزاب والجماعات والقوى السياسية على حد سوى.. فمن خلال الواقع يبدو أن تلك الأسئلة قد اقتربت من امتلاء ذاكرة الصفحة الرئيسية لموقع الدولة والحكومة التي تتعلق بمنظومة اليمن الجديد.. والذي أصبح يعلمها القليل.. ولا يفهما الكثير.. يدركها السياسيين.. ولا يستوعبها المتنفذين.. حتى أصبحت تلك الشعارات والمناشدات والمسيرات والمظاهرات والنداءات والمطالب والمتطلبات والتنديدات والتصريحات كلها تقيد وتدون في ملفات الأجوبة العكسية.. فكلما نأمل ونتفاءل ونتقارب.. سرعان ما نحبط وتصادر أحلامنا.. وعندما نتساءل عن موقف الدولة والقيادة من تلك الأحداث والصراعات والمواجهات.. نتفاجأ بأن تلك الخروقات تزداد وتتوسع رقعتها.. وعندما ننتظر من الدولة أن تكشف عن وجهها الحقيقي وتبسط نفوذها وسيطرتها.. تطل علينا تلك التصريحات بتشكيل لجان لمعالجة الموقف.. وعليكم بالصبر لأن الدولة لا تزال في قيلولة ..وعندما نطالب الجيش والأمن بالتصدي للمتمردين وردع المخالفين.. على الفور نصطدم بخبر عن قتل العشرات من الجنود.. من قبل الخارجين عن النظام والقانون.. وعندما نطالب بتغير الفاسدين والمتخاذلين في الصباح.. نسمع بقرارات جمهورية بتعين أمثالهم في المساء.. وعندما نطالب بتوفير وحماية المشتقات النفطية.. يتم التلويح برفع الدعم عن أسعار المشتقات النفطية.. وهكذا أصبحت الإجابات تمن علينا بالتحفظ.. والصمت.. والوساطات.. وتحكيم المعتدي والمخالف.. ومساومة السفيه والمحالف.. فمن خلال تلك السيناريوهات المتداولة والمتعاقبة والمتبادلة.. ربما يتضح أن القيادة والحكومة ربما أصابتها العين أو المس.. وربما أصيبت بالتبلد فلم تستطيع أن تستحضر وتفرق بين الأجوبة الهامة والمهمة.. وهذا ما جعل من تلك القوى المتغطرسة أن تتمادى وتتمرد وتنصب نفسها وتصدر قراراتها وتوجيهاتها وكأنه لا توجد لدينا دولة ولا قيادة على أرض الواقع.. إذن فما هو الدور الحقيقي؟ للجهات المعنية وخصوصاً عندما تدرك أن مثل هذه القوى المناهضة تختلف في الظاهر بالتوجه والمنهج.. لكنها تتفق في الباطن على مضمون المسرحية والمنتج.. وهذا ما هو مأمول ومنظور في ما أن تصل هذه القوى إلى الجدول المنشود الذي يهدف إلى أن يظل اليمن مريضاً ومعلولاً وعندما يصبح مشلولاً إذا سمح الله ستكشف تلك القوى عن وجهها الحقيقي على أن تعلن تنكرها وتمردها وإنقلابها واستيلائها على المساحة الجغرافية المتاحة المحددة والمزمنة.. فما هو حاصل اليوم يا سيادة الرئيس ليست صراعات سياسية أو قبلية أو مذهبية وإنما اصطناع وتحضير أنظمة ودول بالوكالة.. على حساب اليمن والشعب والوطن.. وعلى حساب الصمت والتحفظ وعدم الإدلاء بالأجوبة لتلك الأسئلة التي ربما إجابتها سهلة وميسرة.. لكن لم تصاغ ولم تسطر ولم تكتب ولم تطبق على الواقع.. فالوقت لا يزال متاحاً.. والأوضاع والأجواء مهيأة.. والمراقبون والداعمون والمانحون والمتفائلون والمؤيدون والمناضلون والمجاهدون والمرابطون.. بل والجميع ينتظرون فقط من القيادة أن تضع النقاط على الحروف.. حتى يكون النجاح عن جدارة وحتى يكون الجواب عن تلك الأسئلة وطنياً وتاريخياً ويمنياً ووحدوياً ربح بلا خسارة.. والله المستعان.
د.فيصل الإدريسي
عندما يكون السؤال جواباً..!! 1098