من معالم السنن الكونية أن جعل الله الأمر والنهي والاطلاع والتوجيه والإرشاد والفصل بين العباد.. والسعي والحرص على تأمين وتطوير واستقرار البلاد.. بيد الحاكم والقائد كلُ حسب نظامه وتوجهاته.. إما سلباً أو إيجاباً.. لكن تبقى هناك ثوابت ومعالم ومقاصد رئيسية وهامة ومهمة لا يستطيع أحداً أن يشكك فيها أو ينتقص منها أو يعيق أو يغير مسارها.. ألا وهي المسؤولية الوطنية والتاريخية والإنسانية وتحمل الأمانة تجاه الشعب والوطن.. وخصوصاً عندما يكون هذا الإنسان رئيساً ربما تكون مسؤولياته كبيرة وشاقة.. لكن عند التقصير في عمله من المؤكد أنه سيؤدي إلى أضراراً جسيمة.. والتحفظ والصمت عن الباطل ستكون عواقبه وخيمة.. فمن خلال ذلك وحتى لا نتجاهل ونتناسى تلك المسؤوليات الكبيرة والتي ربما لم يحملها ولم تقف أمام رئيس وحاكم في المنطقة بشكل عام مثلما كانت وتكون أمام الرئيس هادي.. والذي ربما استطاع أن يتغلب على معظمها وأستطاع أن يضع الأساس لتشييد ذلك الأساس والبناء لليمن الجديد..

 وهذا يعود إلى فضل ثورة الشباب السلمية في اليمن والتي ربما وضعت النقاط على الحروف لتلك الأمنيات والطموحات التي ناضل من أجلها وكانت حلم أحرار اليمن منذ عقوداً من الزمن..فمن خلال تلك العناوين ربما تهدف إلى إيصال رسالة لكل من كان متقلداً لهذا الاسم المحظوظ.. كان رئيساً للدولة أو رئيساً للحكومة أو رئيساً للحزب أو رئيساً للجماعة أو رئيساً للمجلس ..الخ.. المهم ..أن يستشعر وأن يعيد النظر وأن يدرك تلك الطموحات والمستحقات والمشاهد والأدوار والحوارات والاتفاقيات والالتزامات التي كانت بالأمس طموح شعب وسيادة ومصلحة وطن.. واليوم أصبحت عنواناً للمرحلة وللسيادة وللتقدم وللشموخ وللعزة والكرامة باسم اليمن الجديد.. وعلى أيادي ونضال وطموح ونوايا وعزم أولئك القادة والمسؤولين والشرفاء والمخلصين الذين تحملوا المسؤولية الوطنية عن استحقاق وإخلاص..

 فالوطن يا رئيس الدولة ينتظر منكم أن تتكلموا وتتحدثوا وتأمروا وتعاقبوا باسم الشعب والوطن واليمن.. فمصلحة الوطن ومستحقات الشعب وطموحات الشارع هي المبرهنات وهي الملفات وهي الوقائع وهي الحقائق وهي الأرض والإنسان.. فلماذا يتم تضييع الوقت والجهد..؟ ولماذا يتم سفك دماء الأبرياء..؟ على حساب الوقت والزمان والمكان والتحفظ والصمت ونحن نفترش تراب الوطن.. ونلتحف سماء الوطن.. ونحتمي بجيش وأمن الوطن.. وننعم ونسرح ونمرح تحت ظل الوطن.. ألم يكن من الأولويات ومن المهمات أن يصدر قراراً باسم الوطن يعلن فيه حالة الطوارئ القصوى...وتقوم الدولة بتأمين أبنائها وتهتم بشبابها وجنودها..؟

ألم يحن الوقت أن يتم ردع ونزع وسلب السلاح من أولئك المأجورين.. ومن أولئك المتنفذين.. ومن تلك الجماعات والمجاميع المراهقين..؟ ألم يحن الوقت أن تقلع الدولة عن صمتها وعن تحفظها وعن صبرها.. وتضرب بيد من حديد لكل من يخالف ويناهض ويعادي ويعرقل ويتآمر ويعتدي ويخرب.. فالشعب برمته ينتظر قراراتك الشجاعة وتوجيهاتك الشامخة.. والوطن بأكمله لا يزال يسبح ويهلل ويكبر دعماً ووقوفاً مع كل قراراتك الوطنية المرتقبة ..فأنت يا سيادة الرئيس من أوجدك وسخرك وأيدك الله أن تكون لشباب الثورة محكماً.. وللشعب حاكماً ..وللمتحاورين مرجعاً.. وللجيش والأمن قائداً.. وللعاصي والمتخاذل والمتقاعس مؤدباً.. وللمتمرد وللمفسد وللمخادع وللمعتدي وللإرهابي رادعاً.. فلا تتردد ولا تتأخر ولا تنتظر الرضى والجميل من أحد.. فاقضي ما أنت قاض فيه.. حتى يرضى عنك الله والوطن والشعب والتاريخ..

فلربما أنت الوحيد من بين الحكام السابقين واللاحقين أن تكون على مقربة من تلك المعاني السامية التي ستجعل من انتصارك للوطن وللشعب وللثورة وللوحدة وللحوار ولليمن الاتحادية وأن تكون رئيساً وقائداً بحجم الوطن ..والله المستعان