بعد ثورات الربيع العربي ماذا تريد أمريكا والغرب من زعامات عربية وإسلامية فهي لا ترغب بحكام أو رؤساء يملكون قراراتهم السيادية أو المصيرية ولا يملكون القدرة على تنفيذ مخططات بناء أوطانهم بعيداً عن التوجهات الغربية التي ترغب بجعلنا سوق لبضائعها ومصدر لنهب الثروات فقط ولهذا كله كنت معترضاً على خطاب مرسي الأول بعد وصوله للحكم وطالب أمريكا أن تغيير سياساتها تجاه الشرق ليقوم على الندية واحترام قرارات شعوب المنطقة فاقتنعت حينها أن مرسي لن يدوم طويلاً في كرسي الحكم لأنه أخل بثوابت المنظومة الغربية فهو يريدون زعماء إما عملاء أو في أحسن الأحوال إنصاف عملاء.
وما استدعاني لهذه القضية هي الانتخابات الرئاسية الأفغانية والديمقراطية الغربية فيها التي تنتهي دائماً بفوز مرشح البيت الأبيض وتلميذ الس أي ايه فقط وسواء فاز بالاقتراع أو بالتزوير أو بإقصاء الخصوم المهم يفوز ويصدق الأفغان أنهم رشحوا وأن أصواتهم حسمت الصراع وكل الأوفر حظاً هذه المرة هم من ولاة أمريكا بل أن الأكثر حظا غاني مزوج مسيحية وأمه شيعية ودرس في الجامعة الأمريكية ببيروت والدراسات العليا في واشنطن ويفتخر أنه يصاحب زوجته لأداء الصلوات في الكنيسة والأخر عبدالله ينتقد كرزاي لأنه يعتقد أن الممارسات الأمريكية والبريطانية تمثل عداء لبلده أكبر من طالبان.
بالمختصر البسيط كل المتنافسين ذوا مزاج أمريكي ولن يكون الطالب الأمريكي السيسي أخر نماذج أمريكا في المنطقة فهي لا تهتم بمن يحترم الديمقراطية وحقوق الإنسان من عدمها كما أنها لا يهمها يكون مؤهلاً أو منفصلاً في الشخصية ومشعوذ ما يهم الغرب هي أن يكون دمية في يد القوى الغربية وليكون ما كان.
وأخيراً الشعوب في مهمة انتزاع السيادة من مخططات الاستكبار العالمية التي تريد دول شكلاً وديمقراطية فارغة المحتوى ورؤساء لخدمة الأجندة الغربية ومصالحهم الشخصية وبما أن الغرب ما يزال يفكر بهذه العقلية فإنه حتماً سيقود نفسه مستقبلاً لمواجهة مع الشعوب الإسلامية لن تكون أقل من ضراوة حروب الاستقلال في القرن الماضي لكنها هذه المرة تختلف بالأجندة فقط.
فؤاد الفقيه
ديمقراطية شكلية ورؤساء كمبرس 1184