تبتزك الحياة إلى أقصى درجة وتشعر في أحايين كثيرة بحتمية العيش القسري في وسط غير ملائم للتعايش الإنساني الراقي .. ما الذي ينقص وجودك اللائق في هذا الكون ... ما الذي يحور الأشياء عن مكانها الصحيح .. لماذا يجب علينا خوض غمار معارك وحروب لا طائل منها .. لماذا يقحمنا الواقع بالإفصاح عن أمور أحجمنا كثيراً عن التوغل بها أو البوح بتفاصيلها حتى طالت واستفحلت وبلغت ذروة الانفلات الأخلاقي ...
يشي الواقع إلى حزمة من التناقضات والوجود المتعارض مع فكرة النسق العام والافتراضي للحياة ..فهذا " الحوثي " قادم من الزمن الملبد بالجهل والغباء والتبعية ... قادم بروائح السلالية والعرقية القميئة .. هذا المنحرف عن المسار الافتراضي السوي للواقع الاجتماعي يجدف بالفراغ ويحلم بالعودة المقدسة حتى ولو على جلود " الرعية " ، وإعادة إنتاج كائنات السلالة المقدسة مقابل الجنس القبلي البخس الرخيص .. أمامك اليوم ابتزاز من نوع جديد .. أمامك اليوم " سيد " بالمعنى الطبقي واللاهوتي .. هو يد الله في الأرض، واصل الطهارة، وصاحب الأحقية المقدسة لانتعال الملايين من البشر الرعاع الحثالة .. أمامك حلم العودة القديم لتقبيل الأيادي والأقدام ولن يكن أحد في منأى من ممارسة فعل ذلك لا سيما في ضل توغل ثقافة السادة والعبيد والفرز الاجتماعي المقيت ..
حكم هؤلاء مئات السنوات ولم يقدموا إلا أسوأ نموذج في الحكم حيث افشوا ثقافة الطبقية والوجود المقدس ونهبوا كل مقدرات الدولة وأموال كبار التجار والمواطنين وباسم الدين نالوا من كرامة الشعب وسحلوا أدميته وما زالوا يهجرون اليهود والمسلمين والفئات المهمشة والقبائل وهم في طريقهم لاستعادة حقهم المقدس في حكم " الرعية " وإعادة الحق المغتصب !!!! ..
نشاهدهم على شاشات الفضائيات كائنات فوقية استعلائية متعالية يشعرون بالاصطفاء الإلهي على حساب وجودنا الوضيع .. يشعرون بوهم الانتصار وأكذوبة الفوز وهزلية الصرخة المفرغة من أي معنى .. هؤلاء الماثلون على مقصلة الوهم والسذاجة يخوضون معارك ضارية في أقصى اليمن وأدناه تحت شعارات جوفاء وبدعم وتمويل خارجي مهين ..
إذا لم تقف القوى المدنية في وجه المد الطبقي العنصري القادم بتغذية مادية ولوجستية من قم وطهران فسنجعل من أنفسنا فريسة سهلة للأحلام المريضة وسنكون أمام معادلة وجود غير متكافئة، و واقع اجتماعي من الصعب التأقلم عليه، وستكون الثورة الشبابية لعنة أبدية إن استطاع الطامحون الجدد الحكم على جراحاتنا، وسنكون – إن حدث ذلك – أمام خيارين لا ثالث لهما إما العيش بكرامة خارج أسوار هذا البلد أو الرضوخ لإملاءات الأئمة الجدد والعيش بوحل الخزي والمذلة حتى النهاية ..ولا أنسى " تقبيل الأيادي ووووو..........
نشوان النظاري
ابتزاز...! 1377