ربما يكمن تعريف الكفر أنه ضد الإيمان والمقصود هو الخروج عن الملة والتخلي والانسلاخ عن الوطن, وعن الدين, وعن الفطرة الربانية والإنسانية والوطنية الحقة,.. وذلك من خلال أن يتم الإعلان عنة جهراً مثل, التمرد, أو العدوان, أو المواجهة, أو الوقوف ضد معالم ومصادر ومصالح ومقومات الحياة الكريمة في الأرض وفي الوطن..
أو نسف وطمس وتشوية كل ما يعاود ويؤثر على مصلحة المواطنة والمواطن والوطن.. فكان الوطن هو البساط وهو الغطاء وهو المائدة الربانية والذي من خلاله تتحقق فيه ومنه العبادات.. وتتعايش فيه البشرية.. وتصان وتكرم فيه الخلائق والمخلوقات.. ولهذا كان حب الوطن من الإيمان والحرص والحفاظ على أمنه واستقراره من الواجبات ومن الصفات الضرورية التي يتحقق من خلال ذلك جنة الشعب والوطن.. وهكذا وعبر التاريخ من تمادى ومن حاول أن يخدع وطنه.. ومن نافق على مصلحة وطنه.. ومن خان سيادة وطنه.. فلا محالة أن يصل إلى أن يكفر بوطنه.. ولا محالة أنه سيوفى عقابه كان عاجلاً أم آجلاً.. بغض النظر عن تلك المشاهد السياسية الممقوتة والمفضوحة وتلك الاختلافات المذهبية والمناطقية المستحدثة والمزيفة.. والسباقات المحلية والإقليمية والدولية على الأنظمة وعلى الكراسي الحليفة والمحلوفة..
لكن يبقى أمام أولئك المتحزبين والمؤيدين والمناهضين والمعارضين والمتحفظين والحاقدين وطناً نفترش ترابة ونلتحف سماه ونحتمي بحماه ونستظل بظلة.. لكن وللأسف الشديد هناك العديد من أبناء جلدتنا ومن من ينتسبون لهذا الوطن ربما بسبب السياسة المفضوحة وبسبب الانتقام الممقوت أصبحوا يتنكرون لهويتهم ولوطنهم.. من خلال تلك التصرفات وتلك الثقافات المريبة التي أصبحت تتمادى على سيادة الوطن بأفعالها وأكاذيبها وتحريضاتها وإظهار سرورها وشماتتها عندما يلحق أو يحل أو يضر بمصلحة الوطن..
وهكذا صارت الأوطان عند البعض تباع وتشترى بثمن بخس.. فمن المؤسف ومن المعيب أيضاً أن تكون السياسة والمنافسة والمعارضة والحكم والاعتدال والتوسط والتوافق والتخريب والاعتداء والتخاذل على حساب الوطن.. فتحاول بعض القوى تسلك وتنهج منهج الإعراض والتكبر وعدم الاعتراف بالواقع وعدم الاعتراف حتى بالشرعية الوطنية.. حتى وصل الأمر عند بعض القوى أن توجهت إلى بعض الأنظمة الإقليمية لممارسة النفاق السياسي باسم الوطن..
ففي مثل هذه الصفات والتصرفات والواجبات لا شك أنها تنطبق وتطبق على المعنيين وعلى المسؤولين الذين لا يقومون بواجباتهم ولا يقدرون مسؤولياتهم.. وعلى المتحزبين الذين لا يستشعرون أفكارهم وبرامجهم.. وعلى المناهضين الذين يتسولون ويتقربون ويدعمون ويؤيدون تلك المموميات الديكتاتورية والحاقدة على الوطن..
وعلى الذين يمارسون تلك الأقوال والأعمال والأفعال التي تضر بمصلحة الوطن.. وعلى الذين يتهربون ويتمردون وينافقون ويعرقلون ويخربون ويعتدون على مصالح الشعب والوطن.. وعلى الذين يعارضون ويحكمون وغرضهم خلط الأوراق وإشعال الفوضى والفتن.. فالوطن وحب الوطن ومصالح ومقومات الوطن.. لا شك أنها آية من آيات الله.. فمن يحاول أن يتنصل أو يتمادى أو يتآمر أو يتمرد أو يتخاذل أو يتساهل أو يتقاعس أو يتعامس..فليعلم أن العواقب وخيمة ومخزية وفاضحة يوم الأرض ويوم العرض ويوم الوطن ويوم أن يقوم الشعب يدافع عن وطنة ومكتسباته ويناضل ويقاتل ويضحي ويستشهد ويشمخ ويعلو وينتصر.. والله المستعان
د.فيصل الإدريسي
عندما يكون الكفر بالوطن سياسة !! 1189