أذكر أن الرئيس السابق للاتحاد السوفيتي جورباتشوف جاء في زمن كان الاتحاد السوفيتي مل من تضييق الشيوعين للحريات وكانوا يأملون من جورباتشوف أن ينفتح اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً, بما يمتن علاقه الاتحاد السوفيتي بالغرب ويفتح الاقتصاد السوفيتي على العالم ويفتح الحريات والحقوق لكل المنظوين تحت عبادة الإمبراطورية ولكن الرجل جاء يسوق نظريات أكاديمية وبدلا من الحفاظ على الإمبراطورية السوفيتيه كقوة عظمى وصلت في عهده للتفكك والانحلال وذلك لأنه لهث بعد نظريات القوى العظمى وحاول التقرب إليها ولأفكارها دون أن يأخذ بخصوصيات شعبه وبلده..
وفي الأخير يذهب وتذهب معه القوة والهيبة والوحدة للإمبراطورية السوفيتية.. وفي الأخير يتلقى عرضا لتدريس الاقتصاد في احدى الجامعات الأمريكية وهذا ما نخشاه أن يتكرر مع الرئيس هادي الذي أملنا ومازلنا أنه سيعتق الشعب من ربقة العائلة وحكم الحزب الواحد وأجمع عليه اليمنيون ومن ورائهم المجتمع الدولي لكن تغلغل الجماعات المسلحة في محافظات عدة وسط سكوت مريب منه وموقف متخاذل من وزارة دفاعه تجعلنا نخشى أن تنتهي حقبته بالتشرذم وسقوط البلد في يد جماعات العنف والمال الفاسد ولوبي العمالة للخارج..
ولكن لايزال أمام هادي متسع لأن يحاكي تجربه بوتين الذي نهض بالرجل الكهل المتهالك روسيا لينهض بها اقتصادياً وسياسياً وليعيد لها استقلال قرارها السيادي والسياسي وليفرضها من جديد لاعبا أساسيا في العالم عجز الغرب أن يجاريه واضطروا في مناطق شتى لا رضاءه على حساب هيبتهم في العالم قد نختلف مع بوتين في بعض مواقفه من قضايانا وخاصه سوريا لكن نحن هنا نضرب مثلا فقط.
وإن كان جورباتشوف قد تلقى عرضا للتدريس في جامعة أمريكية, فإن السعوديين والإماراتيين أو ايران لا ترغب بهادي أو أحدا من قيادات اليمن حتى معلما في الروضة لأننا لم نفلح ببناء دوله تملك كل مقدرات الدولة القوية وتركناها تتهاوى بفعل انجرارنا وراء التعصب الأعمى للسلطة أو إرضاء الخارج على حساب اللحمة الوطنية أو جعل أحقادنا وخلافاتنا تتغلب على مصلحه الوطن والحفاظ على الديمقراطية والوحدة والسلم الاجتماعي لتصعد شلل المنتفعين وتجار الحروب ووكلاء القوى الإقليمية فتصبح صاحبة القرار الأول ليزداد وضعنا سوءا وحينها ليبحث كلا منا عن وطن يغترب فيه يجد فيه أمانا ولقمة كريمة بعيدا عن القتل والدماء والأشلاء وتصفية الحسابات والمتاجرة بأحلام الضعفاء..
فؤاد الفقيه
هادي نموذج لجورباتشوف أو بوتين 1237